Ben Kerroum Abdelghani عن الزعيم في مسرحية " - TopicsExpress



          

Ben Kerroum Abdelghani عن الزعيم في مسرحية " الزعيم". نشر بموقع "دروب" في 24 يونيه 2011 . —– الملفت للانتباه في مسرحية ” الزعيم” للممثل عادل إمام أنها مسرحية ليست لكاتبِ نصها ولا للمخرج ولا للمنتج. إنها لعادل إمام رغم أنه مجرد ممثل: إنها له وملكه سواء على مستوى شهرته بها أكثر من غيره أو حضور إسمه بارزا ومنفردا في الجينيريك أو سيطرته على كل فصول المسرحية أو أداء المسرحية بأسلوبه الخاص دون أن تشعر بأية لمسة للمخرج في تعديله (أي أن يتفادى عادل تكرار نفسه)، وحتى النص كأنه كُتب ليقول عادل إمام ما يريد وليس لصاحب النص أية سلطة عليه. أتعجب كيف تتكرر نفس “الحِيل والجمل المسرحية” عند عادل إمام رغم أن كاتب النص مختلف من نص للآخر. أليس هذا دليل اليد الطولى لعادل إمام في ” تعديل” و”إصلاح” النصوص المسرحية؟؟ بئس كاتب مسرحي يخضع للإملاء/ لدِكْتا Dictat من أي نوع. وضعت هذا التقديم لأن عادل إمام في مسرحية ” الزعيم” يتصدى لمعمر القذافي صراحة بتقليده في حركاته وسكناته وعباراته. إنه يسخر من ” الزعيم” بطريقة قوية وفي نفس الوقت يضع نفسه زعيما بديلا في النص المسرحي ويتخذ له “القائد الملهم” حسني مبارك قدوة حسنة بصراحة لم يحجبها عن وسائل الإعلام ولم يُخْفِ عنَّا قط أن حسني مبارك هو “الرجل المناسب في المكان المناسب”. إنه لمخجل حقا أن يكون المنتج للمسرحية هو ابن عادل إمام تماما كما كان وريث حسني مبارك هو ابنه جمال. وأن يكون صهره هو نائبه في البطولة كما يوجد أصهار الوزير الأول المغربي عباس الفاسي في كل المواقع الحساسة للدولة. فكيف السخرية من “الزعيم القذافي” وهو لا يختلف عنه في شيء؟؟ وهل رأيتم عادل إمام كداينصور لا يُردُّ له أمر في العملية الإخراجية للمسرحية لدرجة أنك لا تلمس في أي عرض مسرحي أي إبداع بتاتا سوى ما تجود به قريحة هذا النجم الساطع والبطل الماهر والواحد القهار في القاهرة؟؟ وبمَ تجود قريحة صاحبنا؟؟ ميوعة مفرطة وجد متدنية تتخذ من موضوع الجنس في أدنى مستوياته مادة للتفكه والتندر على الشيخ الذي لا يستطيع القيام ب”واجبه الجنسي” (وليس الإنساني طبعا) والمرأة السمينة التي لا يأتيها خطاب ( يفرح عادل إمام بمعاناتها في سادية مريضة) وهلما جرا من الوقاحة الكبيرة التي ذهبت حد اتهام القذافي بالخيانة الزوجية ومس عرضه إسوة بالإعلام الغربي الذي فقد كل معايير الجدية والمصداقية. القذافي دكتاتور وهتلر دكتاتور أيضا لكن لا أحد منهما ثبتت عليه الخيانة الزوجية ولا حتى خيانة مبادئه الصارمة بل بالعكس من ذلك يتميز أغلب الدكتاتوريين من هذا النوع بالصرامة في الأخلاق والمبادئ مع نفسهم ومع من هم تحت قبضتهم القاسية طبعا. لدرجة أن هيتلر منع ألف ليلة وليلة الفاحشة بلغتها الشبقية المقززة ومنع نزهة الخاطر في الروض العاطر لصاحبه النفزواي المثير للغثيان على الرغم من أن هذه الكتب مسوح بها في بلاد إسلامية معروفة ب”التطرف “. ولدرجة أن صدام والقذافي حولا دولهم إلى ” الأرض الحَرام”. فكيف رأى عادل إمام ما رأى ؟؟ ربما كان كان إسقاطا غبيا وبليدا لما فَعَله ” الديمقراطي” برليسوكوني على القذافي لمجرد أن هذا الأخير أبرم معه اتفاقيات مَا إِمَّا تحت الإكراه أو بمحض رغبته. ومهما يكن من أمر فإن المسرح حين يتحول إلى مس أعراض الناس بالغمز واللمز ولو بدون باطل فإنه يفقد بريقه ولمعانه الذي منحه إياه كبار الكتاب والمؤلفين والمكتوين بلهيب الحرف فيصبح عبارة عن زبالة صالحة للرمي بعد المشاهدة. اللص في مسرحية الزعيم بليد جدا حين يرفع يديه بغباء وهو على قمة العمود فيقع من أعلى مرتين لنفس السبب. مشهد يضحك الأطفال فقط . بينما في “رواية اللص والكلاب” لنجيب محفوظ :اللص يقع ضحية لتآمر السلطة والمثقف عليه !! أين نحن من النظرة العميقة لنجيب محفوظ أمام السطحية الفجة لعادل إمام ؟ ومع ذلك فهو الزعيم في مسرحية الزعيم وأوامره قضاء لا رادَّ له والمنابر الإعلامية له وحده لا شريك له. وله الصولة والصولجان. وله الإمارة. إنه الزعيم في الواقع حين يتبوأ السلطة في كل شيء وفي المسرحية كذلك حين يقوم بدور البطل الذي يضاهى. بعبارتي التي لم يقلها غيري : إنه زعيمين في واحد: على الركح وخارج الركح. رئيس الدولة وأمير المؤمنين. لعل عادل إمام وهو يتصدى للإسلاميين بطرق مسرحية فجة تُغلِّب الذعارة على المبادئ ، والعُري الفكري والجَسدي على الفكرة العميقة لم يكن يعلم أن زعيمه الخاص به حسني مبارك على موعد مع ثورة ستطيح به قبل القذافي وأن الإسلاميين أعداءه سيزحفون إلى أكبر ساحات القاهرة. لا نريد تحليلا للثورة لأن هذا موضوع آخر وذو شجون أخطر، لكن قصدنا أن الزعيم في مسرحية الزعيم كان أكثر غباء وذُلاَّ وسطحية من الزعيم الذي استهدفه (القذافي). إنه دليل انحطاط المسرح لدرجة خطيرة حين يسيطر عليه شخص واحد هو البطل دائما كي يمسك بخطوط اللعبة وبالمقابل كي يمسك بكل الدعم المالي والمعنوي من السلطة الحاكمة. إنه الخبث الذي ما بعده خبث والكلبية الحقيرة التي تجعل من رجل المسرح في ” لْمَسْرَح ” والراء بدون تفخيم ( مرققة) كي تعني “المرعى” كما هو مستعمل في الدارجة المغربية. لقد كان عادل إماما يقيم مسْرحا/ مرعَى بكل ما تعنيه الكلمة لأن الممثلين قطيع خاضع لا دور لهم في العملية الإخراجية ولا في الأدوار الموكولة لهم. أعني بهذا أن هناك الممثل البطل هو عادل إمام والممثلون الثانويون هم القطيع!! إن هذا النوع من المسرح المُدعَّم الذي يُقصي باقي الفاعلين ويرمي بهم في العتمة ( حتى على مستوى الجينيريك في كثير من الحالات) ما هو إلا تعبير عن تكريس مفهوم الزعامة نفسه الذي تسخر منه مسرحية الزعيم. إن الجينيريك الذي يحتوي بكل وقاحة على كلمة : ” بطولة عادل إمام!” أو” عادل إمام في مسرحية الزعيم” بتمييز خطير بين الممثلين ليس سوى تعبيرا عن العقلية الدكتاتورية التي تؤسس النص المسرحي على أن يكون فيه ” بطلا” واحدا وأن يكون الممثلون كراكيز ومجرد مواضيع وليس ذوات مفكرة هي أيضا. هذا البطل يمتلك حق الحكم الابتدائي والاستئناف والنقض والإبرام حتى نهاية المسرحية. هو العارف بكل شيء والعليم بالخفايا سبحانه. فهل بعد هذا اخْتلافٌ عن حُكْم القذافي الذي تدينه المسرحية ؟؟؟ طبعا إنه أحقر بكثير لأنه لا يقدم سوى مادة سطحية مائعة تافهة للتندر ورغبة في إرضاء سادية المجرمين الحاكمين على ضحاياهم والضحك المازوشي للضحايا على قدرهم. لكن لماذا يضحك المشاهد؟؟ طبعا لأنه تعود على هذه العبودية من زمن طغيان الإنتاج الأمريكي الرأسمالي الذي يصنع نجومه في ستة أيام فتستوي على العرش. أن يلعب دور البطولة وهو البطل وحده لا شريك له، لا يعني أنه ” دكتاتور مسرحي” في أفهام الناس البسطاء الذين ألِفوا العبودية. وهذه الدكتاتورية هي ما تجعله لاهثا يسعى لدعم السلطة وأموالها. هذه الدكتاتورية بالضبط هي ما يجعل المسرح ضحكا على الذقون واستعبادا متتاليا للناس حتى يأنسوا هذا الاستعباد. هو بالضبط ما يولد عقلية القطيع وحب الزعيم . فكيف يا ترى تَنبَّه عادل إمام في يوم من الأيام إلى أنه يجب ” قتل الزعيم فينا” ، هل قتله هو في نفسه ؟؟ طبعا لا ! وحتى بعد ذهاب مبارك سيتكيف مع الظروف الحالية كما تكيف المستعبد المغني محمد عبدالوهاب خادم الملك فاروق مع ظروف الثورة واستطاع أن يضغط على جمال عبدالناصر بنفوذه بين أقرانه كي يرده إلى رئاسة نقابة الفنانين في خيانة واضحة للثورة، وكما استطاع الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري المتسول على أعتاب بلاطات الملوك الثلاث من آل فيصل أن يفلت من العقاب وينضم “للثورة” ويعود لموقعه كرئيس لاتحاد الأدباء. إنه فِعلُ المال فينا وهزائمنا المتتالية التي لا يبدو أنها ستنتهي قريبا لكن النضال فرض عين على كل فنان حتى لا يكون واحدا من القطيع أو “زعيما وهميا ” . زعامة تكسبه المال لكنها لا تؤسس حتى لانعتاق الممثلين الذين معه حين يقطر لهم قطرة قطرة أجورهم عند نهاية كل عرض كما كانت أم كلثوم كوكب الشرق الفنانة القديرة والانتهازية الخطيرة تقَطِّر بضع جنيهات للملحنين وصفر جنيه في كثير من الأحيان لأصحاب الكلمات وأجرة “عامل مُياوِم” للعازفين. كيف هذا الذي لا يعتق رقاب الممثلين مثل عادل إمام أو غيره من المخرحين سيفكر في انعتاق المجتمع بأسره ؟؟ ألن يراهن على التهريج والتشفي في الفقراء والسخرية منهم ومن كل من قال أو ادعى أنه منافح عنهم. القذافي يدعي أنه مناضل أممي ويفتخر بهذا ويفتخر بإنجازاته ضد الإمبرالية! لهذا السبب ولهذا السبب بالذات فإن عادل إمام وكل” الزعماء” بالوهم المسرحي والسينيمائي والروائي الخادمين للحرمين الشريفين : الاتحاد السفياتي والولايات الأمريكية وباختصار : كل أصحاب الأموال الطائلة والأسلحة الفتاكة لا بد أن ينقضوا عليهم ليس حبا في الديمقراطية وضرب الدكتاتورية في العمق كما يراد لهذا من طرف أحرار العالم وإنما لتكريس سلطة الدكتاتور الآخر L’autre dictateur. مفهوم “الدكتاتور الآخر” جديد وأحسبه من بنات أفكاري إن لم يكن سبقني إليه غيري. أرى أن علي أن أوضح ماذا أقصد به. وإني لسعيد بهذه الثورات المباركة التي بددت كثيرا من الغشاوات وأعطتني القدرة النفسية على الخوض فيها هذا الموضوع المحفوف بالشكوك والمنزلقات. “الدكتاتور الآخر” هو الذي يندد بالدكتاتورية حينما لا تكون في صالحه ويكون فيها للعمال والطبقة المتوسطة قوة ونفوذ كبيرين لكنه مبدئيا يكرس دكتاتورية أخرى تكريسا عبر عدة قنوات كالدين والفن والإعلام والسياسة. إنه بمعنى أوضح يريد دكتاتورية أخرى يكون للرأسمال فيها حظ الأسد وللعمال والطبقة المتوسطة حظ العبيد والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم!! ما يهمنا في هذا المقال هو الجانب الفني والمسرح بالذات. إن عادل إمام يملك كل مواصفات خادم “الدكتاتور الآخر” في كل أعماله. فمنذ سياسة الانفتاح التي دشنها السادات واستمرَّ عليها قاتِلُه حسني مبارك ( وليس الإخوان المسلمين طبعا) سيعرف الفن المصري عموما والمسرحي خصوصا ميوعة لا تطاق. وسيعمل الحاكم على “صناعة النجوم ” كما هو الحال في هوليود عند أمريكا مهندسة سياسة الانفتاح المصري !! حتى أن الممثلين ذوي الكفاءات العالية سيضطرون ” للعمل” ( كمهنة للعيش) تحت إمرة ” الزعيم” أو البطل الذي يهيمن على كل الأدوار وكل الأموال وكل منابر الإعلام. سيتسابق الفنانون على الزعامة /البطولة لدرجة الاغتيالات ومس الأعراض والرمي بالباطل والرجم بالغيب والتناحر النقابي الخسيس وكل الخصال الدنيئة التي لا تشرف أحدا من الخليقة وبالأحرى ” فنانا” طالما ادعى أنه “ضمير الأمة” . هكذا سيتحول أحد ممثلي المسرحية الرائعة مدرسة المشاغبين ( مسرحية بدون بطولة طبعا) أحمد زكي إلى بطل زائف: أنوار السادات !! ركزت على مصر وأنا أرد على مسرحي مغربي كرقيب لفضاء الركح المغربي شاب يقطع الألسنة إلا التي لا تَغضب، لأن مصر بعد سياسة الانفتاح أصبحت رائدة في هذه الميوعة وصناعة نجوم الرأسمال الانتهازيين. ولأن المغرب الذي يعاني من تبعية لمصر في مجال المسرح والسينما لا تخفى على أحد، يسير على نفس الدرب ” واثق الخطو يمشي هَلكا”. ولكم في رشيد الوالي الذي دهس شخصا بسيارته مع سبق الإصرار مثال” الممثل البطل” الذي لا يعاقب ولا يطاله قانون مثلما اعتذر الطالب المصري لأم كلثوم حين عضَّه كلبُها وصرح لجريدة الأهرام بأنه سعيد لأن كلب الست عضَّه !
Posted on: Mon, 26 Aug 2013 17:22:53 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015