Syrian Observer August 25, 2013 at 1:17pm سفير غربي سأل - TopicsExpress



          

Syrian Observer August 25, 2013 at 1:17pm سفير غربي سأل أحد الأمراء العرب: يا سمو الأمير، ما الذي تريده بلادك من سوريا؟ الأمير: يا سعادة السفير، بلادي لها ثقلها في المنطقة و العالم، و قد آن لدولة صغيرة مثل سوريا أن تعرف ذلك و ألا تعاند التاريخ و المجتمع الدولي و حقائق الحياة بالشكل الذي تفعله سوريا. آن لهم أن يفهموا ذلك. السفير: لكن بحسب ما أعلم، السوريون لم يهاجموا بلادكم، و لا يزالون حتى الآن حذرين جداً في انتقادكم إعلامياً حتى. لا يزالون يتركون الباب موارباً لحل سياسي، بحسب معلوماتي. الأمير: و هل تعتقد يا سعادة السفير أنهم يفعلون ذلك ككرم أخلاق منهم؟ هم يتمنّون أن ننهي هذا الحملة المسلطة عليهم و لكن كما يقولون في أمثالنا الشعبية: "عشم إبليس في الجنّة" هم لا يجرؤون على انتقادنا، ناهيك عن مهاجمتنا. يبدو أنك لا تعرف من نكون حقاً يا سعادة السفير. (يأخذ نفساً من سيجاره الكوبي الضخم و ينفخه) السفير: أنا أعرف من تكونون، و لكن لا أرى مبرراً حقيقياً لما تفعلون. السوريون لم يتحدوا مكانتكم و لم يهاجموكم. لعلكم أنتم من استهان بهم. الأمير: إن مجالنا الحيوي يبدأ من الصين و يمتد إلى الأطلسي. السوري محصور في هذه البقعة شرق المتوسط و يرى العالم كله من خلالها. هم باختصار عقبة في طريقنا و قد آن الأوان لإزالتها، و هو ما نقوم بإنجازه حالياً. السفير: كيف هم عقبة في طريقكم؟ الأمير: قد تسمع تحليلات عن أنابيب الغاز أو عن نفط المتوسط أو عن مواضيع مشابهة. كل هذه مواضيع ثانوية. نحن لدينا ما يكفي من المال، فليس المزيد منه دافعنا. و لكن المشكلة هي أن السوري يقول لنا "لا" و هذا ما لا نقبله أبداً. إنه يقف حجر عثرة في طريق المستقبل، و يتمسك بمفاهيم بالية لم يعد الزمن يحتملها. ما هذا التمسك السخيف بهضبة الجولان؟ لقد خسروها في حرب عادلة و عليهم أن يقلبوا الصفحة و يعقدوا سلاماً مع إسرائيل. ما هذا الحديث البالي عن فلسطين و المقاومة و الممانعة؟ و لماذا يحالفون عدوتنا إيران؟ هذا نظام منقرض و قد حان وقت إزالته و نحن من سيزيله و العالم سيشكرنا. تخيل معي شكل المنطقة بعد زوال هذا النظام. تخيل، نظام معتدل، يتعاون مع المجتمع الدولي، و لا يقف في وجه مشاريع المنطقة. السلام مع إسرائيل سيفتح أبواب الاستثمار في هذه المنطقة و ستمتلئ المنطقة بالفنادق و الأسواق، و سيمر النفط و الغاز الخليجي إلى أوروبا بأسعار ستكسر الاحتكار الروسي. سنقيم المطارات الفخمة في دمشق و حلب، و سنبني الأبراج السكنية العالية و سيتحرك اقتصاد المنطقة بأكمله. الأسد يعرقل كل هذا و قد آن الأوان لانتزاعه بالقوة و المضي للأمام. السفير: و طبعاً هذا النظام القادم سيدور في فلككم، و هذه الاستثمارات التي تتكلم عنها ستكون ديوناً على السوريين لعقود طويلة. الأمير: و ما العيب في أن يدور في فلكنا؟ نحن أثقل و أهم منه في بكل المقاييس. هل تريد أن ندور نحن في فلكه؟ و ما الخطأ في تحمل القليل من الديون في سبيل حياة مرفهة؟ ألا يستحق السوريون فرعاً لديزني لاند في اللاذقية؟ ألا يستحقون مقاهي ستاربكس و محلات ماكدونالدز؟ السفير: رفيق الحريري سوري إذن؟ الأمير: و ما العيب في ذلك؟ لماذا هذه العنجهية السورية في رفض الواقع؟ السفير: و لكن الرئيس السابق حافظ الأسد … الأمير (مقاطعاً): حافظ الأسد مات منذ زمن بعيد، و بشار ليس نفس الشخص. حافظ الأسد كان يجيد التحدث إلى الجماهير، كان يعرف كيف يوازن العقل و العاطفة. بشار لا يعرف فن الكلام، و هو في خطاباته يكلّم نفسه، و من يستمع إليه لا يؤخذ بكلامه، لا يُستثار عاطفياً. كيف يكون زعيماً و هو فاشل في الخطابة؟ السفير: ما أعرفه أنه يتجنب توظيف العواطف متعمداً، له فلسفته في ذلك. ثم إنني لم أكن أعرف أن أيّاً من ملوك العرب أو أمرائهم يعتبر من الخطباء المفوّهين. الأمير: هذا جيد من بشار، لأنه يعزل جمهوراً كبيراً عنه بطريقته المفصولة عن الواقع تلك. يتكلم بتعريف المصطلحات و بالاستنتاجات المنطقية. هل يتخيل أنه يحاضر في جامعة أم أنه يحاور مجموعة من الأكاديميين؟ (يضحك بسخرية). السفير: أنت تستخف بالشارع السوري، و العربي عموماً. هناك مثقفون كُثُر في سوريا و في العالم العربي. الأمير: مثقفون؟ (يضحك بعصبية) هل تظن بأننا نلعب يا سعادة السفير؟ لقد أنفقنا عشرات المليارات من الدولارات خلال العقود الماضية لضمان تشكيل الوعي الجمعي العربي بالشكل الذي يناسبنا نحن. لم يبق هناك من يمكن أن تسميهم بالمثقفين يا سيدي. لقد تم احتواؤهم جميعاً بشكل أو بآخر. منهم من اشتريناه، فهو اليوم يكتب و ينظّر في المواضيع التي نريد، و في الاتجاه الذي نريد، و في الوقت الذي نريد. هؤلاء بالمئات. أكثر من مومسات شارع المنطقة الحمراء بباريس. و منهم من لم يقبل فهو اليوم لا يكاد يقدر على تأمين احتياجاته الأساسية، أو أنه لا يجد فضائية محترمة تستضيفه. لقد تعلّمنا درسنا جيداً. في الستينيات، كان صحافي حقير في بيروت يبتزّنا مع كل عدد ينشره و يجبرنا على طلب رضاه. لقد كانت أياماً سيئة، لكننا تعلمنا منها. بدأنا بالذهاب إلى هؤلاء و بتقديم عروض لهم لا يمكن رفضها. تعال يا صديقي، ما هو مدخول صحيفتك خلال عام كامل؟ مليون دولار؟ تفضل، هذه خمسة ملايين، و تبقى على رأس صحيفتك و راتبك يتضاعف عشرة مرات. لدينا مفاوضين مقنعين جداً يا سعادة السفير. ثم جاء البث الفضائي. هنا كان التحول الحقيقي. يا سيدي نحن نعرف شعوبنا جيداً، و هي شعوب كسولة اتكالية تعشق الجلوس أمام التلفزيون. لقد أنفقنا الكثير من الجهد و المال لكي يصل ما نريد نحن بالضبط إلى مئات الملايين من العرب و المسلمين دون الحاجة من قبلهم إلى بذل أي جهد. أي جهد على الإطلاق لا يحتاجون لبذله. لقد تكرس الكسل الفكري لديهم. هل تسمع بال ADD (Attention Deficit Disorder)؟ نحن اليوم أمام جيل كامل متشرب ال ADD. جيل يفتح فمه بشكل دائم و نحن نصب له المادة الإعلامية في جوفه على مدار الساعة. ما أن يبلعها حتى يطلب ما بعدها. لا نترك له لحظة واحدة يستمع فيها إلى صوته هو حتى، ناهيك عن أن يتمكن من التفكير. لا يمكن للسوري أن يجارينا أبداً. هل تذكر عقيدة ريغان في قتال الاتحاد السوفيتتي؟ إنهاكه في سباق تسلح لا يمكن له الانتصار فيه؟ نحن نقوم بشيء مشابه في مجال الإعلام. إن حاول الأسد مجاراتنا فهو خاسر و إن تركنا نسبقه فهو خاسر. اليوم، أينما تلفت المواطن العربي، سيجدنا أمامه. روايتنا هي التي يسمعها، و الروايات الأخرى تغرق في بحرنا. عندما نقول أن حادثة معينة حدثت، فهي تكون قد حدثت، period. السفير: حتى و لو لم تكن قد حدثت في الحقيقة؟ الأمير: ما يحدث في الحقيقة غير مهم. لا يدخل في المعادلة ألا تفهم؟ ألا تعرف المعضلة الفلسفية التي تسأل عما إذا كانت شجرة سقطت في غابة نائية بدون وجود إنسان بجانبها، فهل تحدث صوتاً؟ كذلك الرأي المخالف لرأينا، ما لم يكن هناك أحد ليسمعه، فهو غير موجود. على الصعيد الإعلامي، هم "لا أحد". السفير: و في المقابل … الأمير (مقاطعاً): نعم، أعرف ما ستقول. في المقابل، إذا أصدرنا نحن صوت سقوط الشجرة و أوصلناه إلى الناس، تكون الشجرة قد سقطت، و لا شيء يهم غير ذلك. لا يهم إن كانت سقطت بالفعل. هذا غير مهم البتة. أؤكد لك يا سعادة السفير، لقد تكونت لدينا خبرات على مستوى عالمي. يمكنني أن أقول لك بكل ثقة أننا اليوم نصنّع الرأي العام العربي كما نريد، و دون أدنى قدرة لدى أعدائنا على فعل أي شيء، و تقول لي مثقفين؟ لدينا خبرات لا تمتلكون منها أنتم حتى في أفضل شبكاتكم الإعلامية الغربية. السفير: لن أنكر ذلك، و لكن بالرغم من كل هذا، و بالعودة إلى الموضوع السوري، لا يزال هناك الكثير من السوريين يساندون رئيسهم. يبدو أن فعالية إعلامكم لها حدود. الأمير: لكل أداة حدودها، لكن من قال لك أنها الأداة الوحيدة لدينا. لدينا أدوات كثيرة، كلها فعالة و كلها فتّاكة، بينما ليس لدى الأسد سوى بضعة أدوات بالية، من زمان آخر، لم يعد لها مكان في عالم اليوم. و على كل حال، فإن الإعلام و إن لم يقنع كل السوريين، فهو قد أقنع جزءاً كبيراً منهم، و الجزء الأكبر من الشعوب العربية و الإسلامية. ألا ترى كل هؤلاء المجاهدين المتطوعين الذين يأتون للقتال ضد بشار الأسد و جيشه؟ أليس هذا تفوقاً استراتيجياً رهيباً؟ السفير: لا أستطيع إنكار ذلك، و لو أنه شيء مخيف في الحقيقة. لقد شاهدت بعض فيديوهاتهم. كيف يمكنكم التحكم بهؤلاء؟ إنهم يبدون في عالم آخر تماماً. الأمير: الأمر أسهل مما تتوقع. عليك أولاً أن تعمل على تنميطهم ضمن أطر ضيقة جداً بحيث يمكن التنبؤ بردود فعلهم إلى درجة مقبولة. تفعل هذا بحصر كل الأفكار المتداولة بحيث لا تخرج عن دائرة ضيقة جداً من المواضيع، و هذا مهم جداً. المهم أن يكونوا نمطيين و يمكن التنبؤ بردود أفعالهم (highly predictable). لتحقيق ذلك، سعادة السفير، لا أداة أفضل من المكانس. السفير: المكانس؟ الأمير (ضاحكاً): نعم المكانس! أصحاب اللحى! المشايخ! رجال الدين يا سيدي. ألم أقل لك أننا نعرف شعوبنا جيداً؟ لأسباب كثيرة جداً لا مجال لسردها الآن، لدى شعوب هذه المنطقة عاطفة دينية جارفة. نحن لم نخلقها. نحن وجدناها كذلك، فقمنا برعايتها و تربيتها و تشكيلها كما نريد. عندكم يا سعادة السفير، عندما يواجه الفرد صعوبة في حياته، يستشير اخصائي اجتماعي أو طبيب نفسي. عندنا، يذهب إلى شيخ. الشيخ عندنا يعمل عمل الطبيب النفسي و المحامي و القاضي و المعالج الطبيعي و طبيب الهضمية و خبير التغذية و المؤرخ و المحلل السياسي و الخبير بالبيئة، لا بل و المستشار الجنسي أيضاً (يقهقه بصوتٍ عال). مشايخنا متعددي المهارات يا سعادة السفير. كانوا كذلك على مر التاريخ، و سيبقون كذلك، و إذا نحن لم نستفد من هذه التركيبة الفريدة فسيستفيد منها غيرنا. مثلما صنعنا مع المثقفين (قالها بسخرية)، صنعنا مع المشايخ. اليوم لدينا جيش صغير منهم، يخرجون لك من كل مكان في البيت. من الثلاجة، من رفوف المكتبة، من فتحات التهوية، من الشبابيك، من التلفزيون، من سروالك الداخلي حتى. لا مهرب منهم على الإطلاق (يضحك مجدداً) أنتم تطبقون نظريات التسويق الحديثة لتبيعوا منتجاً. نحن نطبقها و نزيد عليها لنبيع تصورات عن الواقع، نسوّق أفكار، نبيع طريقة حياة. خبراؤكم لا يعدون أن يكونوا تلاميذاً لدى خبرائنا أؤكد لك. السفير: نعم، مراقبونا أكّدوا لنا مشاهدات مذهلة بالفعل. الأمير: انظر معي ماذا لدينا. لدينا فائض من الشباب في كل البلاد العربية، لا يعرف سوى ثقافة أحادية بسيطة ذات طابع إطلاقي (absolutist) و حدّي (maximalist). من ضمن مسلمات هذه الثقافة أن المسلم مُستهدف و مُهان في كل مكان في العالم، و في نفس الوقت هو موعود بالانتصار على العالم أجمع، يوماً ما في المستقبل. بمعنىً آخر لديه هذه الجذوة من الأمل التي يمكن أن تشتعل في الظروف المناسبة و التي تبقيه على حدود اليأس لكن دون السقوط فيه. إضافة إلى ذلك، هذا الشاب دمه يغلي بالحاجة الجنسية غير المشبعة بسبب العادات الاجتماعية التي لا تفهمونها أنتم الغربيين، و التي نحرص كل الحرص على تكريسها بحيث يبقى هذا الجوع يكويه على الدوام. و لضمان ذلك، نغرق التلفزيون بالمواد المثيرة بحيث يستمر هذا الهيجان بما يشبه الالتهاب المؤلم المزمن، لا هو قادر على إسكاته و لا هو قادر على إشباعه (يزم عينيه و ينظر بثقة في عيني السفير الجالس أمامه). هل تفهمني؟ (يصمت قليلاً و ينظر إلى الرجل الجالس أمامه) لا أعتقد أنك تفهمني يا سعادة السفير. أنتم الغربيون لا يمكن أبداً أن تفهموا فداحة هذا الجوع القاتل. نحن نفهمه جيداً و نعرف كيف نكرّسه و كيف نستخدمه. أيضاً، تظل كرامة هذا الشاب تغلي بسبب الإهانات التي يعتبر أن المسلمين يتلقونها في كل مكان من العالم، وبسبب عجزه عن فعل أي شيء. هو كالزنبرك المضغوط، هل ترى المشهد معي سيادة السفير؟ بتجميع كل هذه العوامل، ينتج معنا محصول من الشباب يكون نمطياً بالدرجة الكافية. Fully Predictable السفير: نعم، يا سمو الأمير. نعم أراه. الأمير: الآن تخيل معي أننا نرفع الحرارة في موضوعٍ ما باستخدام الإعلام، ثم نفتح له القفص. فجأة يرى أمامه الأبواب تفتح، طبعاً نفتح الباب الذي نريده نحن حصراً، و بالاتجاه الذي نريد نحن، و هو حالياً سوريا. يرى أمامه سلاح، تذاكر سفر، مصروف، و فرصة لتحقيق كل أحلامه دفعة واحدة: استعادة العزة المنتهكة للمسلمين، حمل السلاح و الشعور بالانجاز و الرجولة، و بكل تأكيد، الجنس ثم الجنس ثم الجنس. سواءً عن طريق السبي أو غيره، هذا في حال انتصر. أما في حال أنه قُتل، فله الجنة بطولها و بعرضها و هي ملئية بالملذات و أهمّها أيضاً الجنس. لا تهمل هذا الجانب قلت لك. في هذه اللحظة، كيف يصنع هذا الشاب قراره برأيك؟ السفير: أتخيل أن الكثير منهم سيتوجه فعلاً للقتال. الأمير: نعم. و هذا ردي على سؤالك عن كيفية التحكم بهم. نحن لا نضرب أحداً على يده ليخرج و يجاهد. هم يقومون بذلك بإراداتهم الكاملة. أشخاص بالغين عاقلين، كاملي الأهلية القانونية، يخرجون بأنفسهم، يلبسون ثياب مدنية لنصرة فكرة في رؤوسهم. القانون الدولي لا يحاسب على زرع الأفكار كما تعرف (يضحك). هم مقاتلون غير نظاميين، أليست هذه تسميتكم؟ اعترف معي بأنها وصفة عبقرية. صدقني لقد توصلنا لتقنيات تمكننا من التنبؤ بعدد المتطوعين بدقة لا بأس بها. ألم أقل لك أن كلمة السر هي Predictable؟ السفير: أنت تحصل على جنود لا نحلم نحن في الناتو بالحصول على أمثالهم. الأمير (يضحك بصوتٍ عال): قل لي، كم من عشرات المليارات صرفتم على أبحاث الروبوت للأغراض العسكرية؟ نحن متقدمون عليكم بكثير في هذا المجال على فكرة. انظر إلى هذا المقاتل من هذه الزاوية، و قارنه بأفضل ما لديكم من تقنيات للروبوت، و ستجد أننا نسبقكم بسنوات بعيدة. أولاً، مقاتلنا سهل الإنتاج و لا يحتاج إلى مصانع مكلفة (يضحك مجدداً). ثانياً، لدينا منه الملايين و المخزون يرفد سنوياً بالملايين. ثالثاً، هو متعدد المهام، بما في ذلك الانتحار. أعتقد أن الجنرال لديكم قد يتردد في إرسال روبوت ثمنه عدة ملايين من الدولارات في مهمة انتحارية، أكثر مما يتردد المجاهد لدينا في قتل نفسه لتنفيذ المهمة. هل تريد نجاحاً أكبر من هذا؟ رابعاً، ليست لديه تكلفة تشغيل و لا صيانة. كثير من هؤلاء لا يطلبون أكثر من مصروفهم. عشرين دولار في اليوم تكفيهم، بينما المرتزق المحترف يكلف على الأقل ألفي دولار يومياً. خامساً، عندما يُكشف أمر الروبوت أو الطائرة الدرون، تسبب فضيحة لكم لأن مصدرها معروف و سائقها يجلس في تكساس. أما عندما يُقتل المجاهد فهو لا يُسبب لنا أي حرج دولي لأنه مقاتل غير نظامي لا يحمل شعار أي دولة و لا يمكن ربطه بنا. السفير: و سادساً، عندما يُقتل هذا المجاهد، فإن أهله و ذويه لا يصدعون رؤوسكم بالشكوى و المظاهرات التي لا تنتهي بسبب إرسال أبنائهم إلى حتفهم (ينظر إلى السقف و يضرب بكف يده الهواء أمامه) الأمير (يضحك و يرفع حاجبيه): أهل المقاتل الشهيد عندنا يفتخرون بمقتله و يعتبرونه مصدر لفخر العائلة ككل و أنه بموته جلب لهم العزة و الفخار، و أنه سيدخلهم الجنة أيضاً في الآخرة. هيّا تفوق على هذا إن استطعت! السفير: لا، لا أستطيع التفوق على ذلك يا سيدي. الأمير: سابعاً، نحن نكنس كل الطاقات الكامنة في مجتمعنا التي إن لم نتخلص منها، فإنها يمكن أن تنفجر في وجوهنا. على فكرة. نحن نكنسها من بلادكم أيضاً، لا تنس ذلك سعادة السفير. المكانس ضرورية، ألا ترى ذلك معي سعادة السفير؟ السفير: لا، هذه ليست لك. أنتم من صنعهم و اشتغل على أن يظلوا منعزلين و على ألا يندمجوا داخل مجتمعاتنا الغربية. قنابل موقوتة تنتظر الانفجار. أنتم من صنع ذلك، فلا تربحنا جميلة باستقطابهم الآن. المفرخة لا تزال تعمل. الأمير: لكل دولة طرقها في ضمان أمنها القومي، و ما دمنا أصدقاء، فهؤلاء تحت السيطرة و هذا مضمون. السفير: ليس مضموناً، فقد فرقعت هذه السيطرة في وجوهنا أكثر من مرة. الأمير: كان هذا منذ زمن، و قد تطورت أساليبنا كثيراً منذ ذلك الوقت، و على كل حال فهي كما تقولون عندكم (the cost of doing business) و لذلك بلعتوها و وجهتم غضب شعبكم باتجاه آخر. السفير: لكن الرأي العام لدينا لن يحتمل 911 أُخرى. الأمير: بل يحتمل، و لكننا نعمل كل جهدنا ألا يحصل خطأ بهذا الحجم. السفير: حسناً، و بالعودة إلى سوريا؟ الأمير: بالعودة إلى سوريا، لقد أعطيتك نبذة بسيطة جداً عن قدراتنا و تصوراتنا الاستراتيجية. من هو بشار الأسد هذا ليقف في طريقنا بعد كل ما وصفته لك؟ ستتم إزاحته إن عاجلاً أو آجلاً. السفير: يا سمو الأمير، سنتان و نصف و أنا أسمع منك هذا الكلام، و لم يتحقق حتى الآن. لعلكم أخطأتم الحساب. الأمير (بغضب): هو من أخطأ الحساب باللعب معنا و بتخطي الخطوط الحمراء. هو من لم يعرف حجمه الحقيقي و من لم يعرف قدر خصومه. السفير: جيشه لا يزال فعالاً، و جسمه الديبلوماسي لا يزال متماسكاً، و جزء كبير من الشعب السوري لا يزال معه. الأمير: شعب متكبر عنجهي يجب أن يُكسر خشمه، و نحن من سيكسره له. نحن لا زلنا في أول الطريق، و حتى الآن تسببنا في خسائر تعادل جميع حروب سوريا مجتمعة خلال مئات السنوات، و خسائر مادية تعادل الناتج القومي السوري لعشرات السنوات. دمرنا قاعدته الصناعية و التجارية و علاقاته الدولية و حتى نسيجه الاجتماعي تهتّك و صار الأقارب من نفس العائلة يحملون السلاح ضد بعضهم البعض. و الوقت معنا و ليس معه. نحن يمكننا أن نصرف عشرين مليون دولار في اليوم على هذه الأزمة إلى أمد مفتوح. لا ورانا كونغرس يحاسبنا و لا مجلس شيوخ يستدعينا للمساءلة. و نحن وراه وراه. هل تعرف ماذا يمكن أن تصنع بعشرين مليون دولار كل يوم في بلد من بلدان العالم الثالث؟ السفير: ليس كل شيء يُشترى بالمال يا سمو الأمير. لقد اشتريتم كل ما يمكن أن يشتريه المال و كل من يمكن أن يشتريه المال، و لكن لا زال هناك جيش سوري يقاتل. هناك من فشلتم في شرائه. الأمير: مغفّلون، لكنّهم يقاتلون بلحمهم و دمهم، و هذه مصادر محدودة لا تتجدد، بينما نحن نحاربهم بموارد تنبع من باطن الأرض، و نجند لقتالهم مجاهدين من شتى أصقاع الأرض. شوف انت من سيمكنه الاستمرار أكثر. السفير: من الواضح أنك لم تقرأ التاريخ يا سمو الأمير. هناك شيء حقيقي اسمه تصميم شعب ما على صد العدوان، و هذا لا يُحسب بالدولارات. الأمير: من الواضح أنك أنت من لا يعرف التاريخ يا سعادة السفير. السفير: و الآن ماذا؟ الأمير: الآن سنفتح أبواب جهنّم على السوريين. سيجد كل ما تحدثت لك عنه يغلي في وجهه. يجب أن يفهم أن الحل الوحيد له هو بالخضوع لإرادتنا كاملةً، و لا مخرج أمامه له غير ذلك. السفير: أعتقد أنك ستُفاجأ بما سيحصل على أرض الواقع.
Posted on: Mon, 26 Aug 2013 23:29:02 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015