أقطع صمتي مرّة أخرى، فالحدث جلل ، و - TopicsExpress



          

أقطع صمتي مرّة أخرى، فالحدث جلل ، و الصّمت يصير أحد ضروب الخيانة أحيانا. حين يرفض المتخدّر أن يستفيق، فلا ذنب لك : ذاك خياره، و عليك احترامه. على نفس المنوال، أرى هنا و هناك نفس التّبريرات المسيحويّة حول الحادثين الإرهابيّين و مرتكبيهما. فباسم فقر العائلة، تتالت الدّموع هنا و هناك، من قائل إنها مسؤوليتنا، ماذا فعلنا لهم ، إلى مناد بأنّ المسؤوليّة تعود للنّظام، و لـغاسلي الأدمغة. سادتي، كفانا هروبا من الواقع. ما الفرق ان كان مفجّر نفسه ابن ذوات أغنياء؟؟؟ ألم يكن بن لادن غنيا؟؟؟ كفانا وصاية على غيرنا، هم راشدون و اختاروا لهم طريقا. كلّ هاته التّبريرات التّسخيفيّة هنا و هناك، لن تساعد إلّا ناشري السّموم المظلمة، فأنتم تعطونهم رداء و شمّاعة ورديّة. من فجّر نفسه فذاك خطؤه قبل كلّ شيء، و من اختار نفي غيره بإساحة دمه، فذاك خطؤه. مهما كان النّظام جائرا، فللإنسان/الفرد حرّيّة أن يكون ما يريد. و حين يختار أحدهم أن يكون عبدا، فعليه يقع اللّوم قبل أن يقع على السّيّد اللّذي انتظره. لن نفهم الظّاهرة، و لن نكون قادرين على مواجهتها و مقاومتها مادمنا نرفض النّظر إليها مباشرة، و التّثبّت في بشاعتها/بشاعتنا. هذا الرّفض و الانكار اللّذي أراه هنا و هناك يذكّرني بمقولة الآخرين السّائدة عندنا في هذا المجتمع العجوز المريض. فحين يصف لك التّونسي مشاكله، تجده دائما يرمي اللّوم على الآخرين، هذا الكائن الهواميّ اللّاموجود فعليّا. شخصيّا، أصابتني التّعاليق المتهكّمة من جسد منفلت إلى أشلاء بالقرف. قرف الانتماء لهاته الفصيلة اللّتي تملؤ أركان هاته الرّقعة من الأرض. و كادت تصيبني البكائيّات الجبرانيّة بالشّلل العصبي. آن الأوان كي نعترف بأنّ الحمق اختيار شخصي، تتوفّر له ظروف موضوعيّة نعم، لكنّه اختيار شخصي. و الجريمة كذلك، و الإرهاب، و كلّ ما يمكن اعتباره ظاهرة اجتماعيّة. يمكن معالجة المسبّبات الموضوعيّة، لكن لا يمكن منع الاختيار الشّخصي. و العلوم الاجتماعية، وكذلك علم النّفس الاجتماعي، تثبت ذلك. فابن بائعة الخبز اللّذي اختار الإرهاب طريقا، يقابله ابن بائعة الخبز اللّذي اختار الدّراسة طريقا، و يقابله ابن بائعة الخبز اللّذي اختار بيع الزّطلة طريقا : لا يحدّد الظّرف الاجتماعي المصير، هو فقط يوفّر التّبرير بعد الاختيار. و تكرار التّبرير يعزّز مكانة صاحب الإختيار. فكفّوا التّبرير رجاء. و ليتحمّل كلّ مسؤوليّته، لم نعد مجتمع معاقين.
Posted on: Thu, 31 Oct 2013 02:43:58 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015