إذا كنّا لن نهدأ، في الوقت المناسب، - TopicsExpress



          

إذا كنّا لن نهدأ، في الوقت المناسب، فعلينا أن نعود للريح لتُهدّئ الغريب فينا الذي يقفزُ ويتحرّك كأنّه"الفزّ". إذا كُنّا لن نهدأ، على الريح أن تلومنا، دون تقريع، وأن تشدّ آذاننا وتوصينا بالحرص على التعاويذ السمينة في العشيّة والظلام الخفيف، وتوصينا بالراحة والمشي لساعات لأنها الأم التي تعرف الطريق. علينا في حالة الإصرار أن نحاول تركيب الأصابع بعد خلعها في عمليّة آلية تُنسينا الوقت، كأنّنا نَعدُّ نعاج الصورة لننام في الرسوم المتحركة أو نعدّ الألوان في محلات الماكدونالدز. إذا كنا لن نهدأ ونرتاح كما نريد، لن يكون علينا تناول العقاقير التي تُضبّبُ الحالة وتُبكي من الأغنية العاطفية، ولن يكون علينا تقاسم الحنين مع الطّوار الذي بدا لنا دوما غريبا، وشرب السوائل الصديقة، ولا دفع الأمور بالصوت والصورة كي يستيقظ الجيران ولا قراءة الشعر المترجم ولا مشاهدة الأفلام، بل علينا أن نثني على صبابة الوقت وصروف اللّيل ونجامل ما أمكن الذنوب الغفيرة علنا نوفّر ما تشاء الريح من حطب يأكل بردنا القاسي، وأرق الجدود، حتى لا يأكل لحمنا. لحمنا الذي لم يعد متوفّرا للرسّامين والملائكة. الأمور نسبية حتى مع الهدوء، لأنّ الشعرة التي تفصل بين الفرح والألم دقيقة مثل حلم أو كتاب. الشعرة الصفراء التي ترتّب العلاقات وتُوصل المعاني إلى مصيرها دون ضرر هي التي تبني حدود اللغة والكلام وتجعل الأشياء مخزونة في قارورة الكذب. إذا كنّا لن نهدأ كما يعرف الناس أمورهم بالطبيعة، سنتعالى على شعرة الفصل في لحظة، وبذلك سنكون أغبياء كفاية ، مثل كل بشر يحاول أن يتشبّه بالمخلوقات الأخيرة.
Posted on: Sat, 31 Aug 2013 00:04:53 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015