النقاط السبع: جوهر موقفي (المتواضع) - TopicsExpress



          

النقاط السبع: جوهر موقفي (المتواضع) من الرئيس ومنظومته الداعمة له، ومن النزول إلى الشوارع مناهضة له ولها: ١. ليس من المنطقي مطالبة الرئيس بإنجازات عاجلة أو واسعة النطاق أو عميقة الأثر في ظل ميراث الخراب الذي أهدته أجيال وأجيال سابقة لنا على مدى عقود بل قرون. ومطالبة الرجل بذلك (ناهيك عن التمادي بسبه وجماعته) هو فعل غير أخلاقي لأنه ببساطة غير متسق مع الذات المطالبة بذلك (أرأيتك أنت وريث هذا الخراب، ماذا عساك أنت تفعل في عام واحد تسلطت عليك فئران الجحور كلها، ناهيك عن ضعفك المتأصل - ضعف مرسي وضعف المطالب أيضا؟). ٢. لكن.. من المنطقي تماما، ومن الحق (نظير الواجب ومرادف العدل) أن يُطالب الرئيس (بشخصه وصفته) بأمرين: ١.٢. إثبات أنه هو الذي يدير البلاد حقيقة، وليس وكيلا ولا خيالا ولا شريكا لأحد. وأن عليه واجب مصارحة الناس بما عليه من قيود. ٢.٢. إثبات أنه يقود البلاد بشراكة حقيقية على مستويات ثلاثة: • مستوى القيم الحاكمة للمنظومة المصرية (أرضاً ومجتمعاً ودولة) والتي ينبغي أن تجسد القاسم المشترك الأصغر بين الدينيين والعلمانيين، بين المسلمين والمسيحيين، بين القادرين والمعوزين، بين الرجال والنساء،... الخ. شريطة أن تهيمن القيم الإسلامية المركزية (الحق والصبر والمرحمة) على هذه القيم الحاكمة، فلا تناقض الأخيرة الأولى. • مستوى التخطيط والذي ينبغي أن تمارسه لجنة عليا مستقلة تجمع في عضويتها توازنات بين النظري والإجرائي، بين المعياري والإمبيريقي، بين المحلي والقومي، النفسي والاجتماعي، المدى القصير والطويل، الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأخلاقي، الثقافي والعلمي، القومي والإقليمي والدولي، الضروري والحاجي والتحسيني، العلاج والنماء والوقاية، .. . إلخ. وشريطة أن تكون عملية التخطيط هذه عبارة عن "اشتقاق ديناميكي" من القيم الحاكمة، اشتقاق هو حصيلة حوار بين هذه القيم ومتغيرات الواقع المتكاملة مع تراث الماضي وتطلعات المستقبل لجموع المصريين. • مستوى التنفيذ والذي ينبغي أن تضطلع به حكومة وحدة وطنية حقيقية، تكون اشتقاقاً حياً من التخطيط السابق، لا مجرد ملء فراغات معلومة سلفاً، ولا توزيعا لغنائم. ٣. واضح أن هناك علامات استفهام كثيرة تلف حقيقة إدارة د. مرسي للبلاد (هل حقا هو من يدير البلاد؟)، واعتراضات شتى على منظومة القيم الحاكمة التي يتبناها (إن كان هذا المفهوم حاضرا أصلا لدى حضرته أوالمحيطين به)، وهناك بالطبع انتقادات شتى لمدى الإنجاز الذي قامت به حكومته. ٤. تقديرنا لمسؤولية الرجل ومنظومته (والله أعلم): ١.٤. أن الرجل ومنظومته يتحملون المسؤولية جزئيا (أخذا بالاعتبار ميراث الخراب والبيئة غير المواتية) عن الوضع الحالي (من صعوبات معيشية أساسية وفقدان للأمن وضياع لفرصة التغيير الذهبية التي أتاحتها الثورة)، وذلك لتقصيرهم، أساسا، في تحقيق الشراكة الحقيقية على المستويين الأول والثاني في النقطة (٢). ٢.٤. لكن.. الرجل ومنظومته يتحملون المسؤولية كاملة تجاه عدم مكاشفتهم لجموع المصريين عن حقيقة وضع الرئيس ومدى إمساكه بزمام الأمور. وهو الأمر الذي يشي بوجود تفاهمات وتسويات "براغماتية" على حساب القيم الحاكمة المشتركة، وعلى رأسها الوفاء نقيض الخيانة (الوفاء لدماء الشهداء أساسا). ٥. ولذا.. فإننا نرى، من موقعنا المتواضع والبعيد معا، أن النزول للشوارع اعتراضا وضغطا على الرجل وارد، بل وواجب، خاصة باعتبار النقطة (٢.٤). ٦. لكن.. وانطلاقاً من القيم الحاكمة المشتركة لجموع المصريين، والتي يتوازن فيها الحق مع المرحمة، وتقدس فيها الدماء (من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعا)، ووعيا بالسياق الحالي من اختلاط الفلول لدرجة الامتزاج بحركة المطالب الضرورية والعادلة، وملاحظة للإرهاصات الدموية لهذا اليوم، فإننا نرى أن عدم النزول أولى وأصلح. بل إنني شخصيا أدعو الجميع للصوم عن الكلام في الأمر برمته من الآن وحتى انقضاء غمة هذا اليوم بإرهاصاته وتوابعه. ٧. إن الفعل الفردي (وإن تناهى في الصغر مثل تعليقاتي المتواضعة هذه) له أثره المجتمعي، ومن ثم فإن أي حرف نخطه قبيل هذه الواقعة أو في أثنائها سيكون له أثر (ولو محدود تافه)، ولما كانت هذه الواقعة لن تخلو من دماء جريح أو صريع، فإني لا أريد أن يكون لي بها علاقة من قريب أو بعيد (مهما صغر). كيف لا؟ والله سبحانه يقول: فمن يعمل مثقال ذرة شرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره؟ انتهى. والله أعلم، وأحكم، وأرحم. والسلام.
Posted on: Thu, 27 Jun 2013 15:26:57 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015