بسم الله والصلاة والسلام على رسول - TopicsExpress



          

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله منغولي في ربوع الدولة الإسلامية في العراق والشام المقال مثل الطنجرة (توضيح لغير الشاميين: الطنجرة هي وعاء الطبخ)، تضع فيه كل واردة وشاردة تخطر على بالك في محاولة منك لطبخ مقال جديد، ثم تضعه على نار هادئة، وتخلط المكونات، أملا أن يخرج معك ما يسميه الأدباء مقال أو خاطرة أو أي تصنيف أدبي شئت، وأي اختلاف في المقادير تقترفه - كنقص التوابل أو الملح - يودي بمقالك إلى الصفحات الأخيرة، فلا أيقونة ترفعه، ولا جماعة بارك الله فيك تهتم به، فتجد نفسك مضطرا لرفعه بنفسك مرات ومرات، وجرت العادة أن لا تعرف جودة طبختك إلا عندما يتذوقها الآخرون، فكل المقالات عند الكاتب سواء، يفرزها ذوق القراء ونقد الأعضاء. ما علينا؛ فقد جمعت مكونات مقالي هذا منذ أسابيع، انتظر ال (ignition point) نقطة الاشتعال، التي لم تأتي إلا على يد طفل منغولي من حلب ظهر في خيمة دعوية لدولة الإسلام في العراق والشام، فتساءلت بيني وبين نفسي عن الحكمة من إظهار طفل منغولي في الحفل، ثم تساءلت عن معنى (الحكمة) ابتداء، فكل يدعي وصلا بها وهي منه نافرة. وسأطرح السؤال بالشكل التالي حتى أصل إلى مرادي في آخر المقال: أين الحكمة من إظهار منغولي في حفل الدولة، بينما كميات هائلة من محصول القمح في سهول الرقة لا تجد من يوزعها حسب تقرير قناة الجزيرة التي حملت المسؤولية لدولة الإسلام وجبهة النصرة وحركة أحرار الشام ؟؟!! إن مشروع التيار الجهادي العالمي الآن يقف على قنطرة بين مرحلتين، مرحلة الحركات المقاتلة من جهة ومرحلة الدولة من جهة أخرى، وهي لا شك مرحلة انتقالية خطيرة، وسوف نخسر الكثير مما كسبناه في المرحلة الأولى إن لم نحسن التعامل معها. وقد دأب أعداء الإسلام اتهام التيار الجهادي العالمي أنه لا يمتلك مشروعا يبين طريقة وصوله إلى الحكم، وعندما تبين لهم أن المشروع يسير بخطى ثابتة نحو التمكين، الذي بدأت تظهر بعض آثاره هنا أو هناك؛ نقلوا الحرب الإعلامية إلى مستوى آخر، فاتهموا الإمارات الإسلامية المتناثرة أنها لا تملك مشروعا وبرنامجا لحكم البلاد والعباد، وقالوا فيهم ما لم يقله الفرزدق في هجاء جرير. إن الإسلام كونه آخر الديانات السماوية الغير محرفة، وما ينجم عنه من تطبيقات على الواقع، خاصة فيما يتعلق بعمارة الأرض، يتمتع بميزات مذهلة ومعجزة، عجزت عقول المحللين الأرضيين - كما أسمتهم أختنا الفاضلة "أنصار بلا حدود" في مقال لها قديم - عن إدراك حكمتها، وأعلم أن البعض سيتهمني بعد هذا المقال أني إنسان حالم وواهم وأتكلم بعيدا عن الواقع، فأقول لهم على العكس فأنا إنسان واقعي، وواقعي جدا، فقد أيدت المشروع الجهادي يوم لم يكن مع الشيخ أسامة رحمه الله في تورا بورا سوى ثلاثمائة وسبعة عشر مجاهدا (عدة أهل بدر)، تقصفهم كل قوى الشر على الأرض، ولم أشك للحظة أنهم منصورون، وكذلك فإني اعتقد أن أحد الاحتمالات لمسار الأحداث في الشام هو أن يجمع الغرب للمجاهدين فيها جمعهم،(فَيَأْتُونَ تَحْتَ ثَمَانِينَ رَايَةً،تَحْتَ كُلِّ رَايَةٍاثْنَا عَشَرَ أَلْفًا) كما ورد في الحديث لتكون الملحمة الكبرى، وهو ما لا أتمناه، نسأل الله العفو والعافية، وكنت قد كتبت مجموعة من التغريدات تحت عنوان (التغريد الهادي بين مرسي والبغدادي) - أدعو من لم يقرأها أن يقرأها فالعبد الفقير يزعم أنها مهمة - وقد بينت فيها بطلان طريقة الإخوان في الوصول إلى الحكم، كما بينت في مقال سابق (راقصة في ربوع المدينة الفاضلة) بطلان طريقة الإخوان في التدرج في تطبيق الشريعة. وفي هذا المقال الذي أسميته ( منغولي في ربوع الدولة الإسلامية) سأحاول تبيان بعض الأمور في طريقة حكم البلاد والعباد، بعد أن بينت أن طريقة البغدادي في الوصول إلى الحكم هي الطريقة الصحيحة في التغريدات السابقة. أقول وباختصار جرت سنة اجتماع البشر أن تضع كل أمة لنفسها دستورا جامعا شاملا، يتضمن القيم والمثل العليا للأمة، وإن كانت الأمة ذات رسالة فهي تضع لنفسها رؤية (vision) لمآلات تجليات دستورها على الأرض، وتحشد الناس خلفها في مهمة (mission) مرحلية، وأخرى إستراتيجية، واضحة وبينة وسهلة يفهمها العامي قبل المتعلم، ثم بعد ذلك تبدأ بالتَّنَزُل من قيم الدستور ومثله إلى التشريعات التي تنظم حياة الناس في مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .. الخ، وتستمر عملية التنزيل هذه ابتداء من الدستور نحو التشريعات مرورا بالقوانين انتهاء بالتعليمات في أبسط مستوى من التطبيق تحت عنوان (افعل ولا تفعل)، وبذلك يقوم كل فرد بالأمة بتحقيق قيم الدستور العليا بالالتزام بالقوانين فتراه يفعل ما هو مسموح ، ويمتنع عن فعل ما هو ممنوع تحت طائلة المسؤولية القانونية، في عملية مستمرة تدور بها عجلة الحياة، تأخذ بها فئة الحكام مسؤولية التشريع والتنفيذ والقضاء ووضع الخطط المرحلية والكلية وما ينبثق عنها من برامج عملية. وإن كانت البشرية تطورت في أساليب تنزيل الأفكار على الواقع، وأبدعت في التطور التقني والعلمي، إلا إنها تاهت في إدراك التصور الكلي للحياة، فعانت دهرا من الفكر الشيوعي الاشتراكي، كما هي تائهة الآن بسبب الفكر الديمقراطي الليبرالي الرأسمالي. يقول الله تعالى في سورة المؤمنون (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)، فالله سبحانه وتعالى لم يخلقنا عبثا ولم يتركنا هملا، دون توضيح لسبب خلقنا وهدف وجودنا، وطريقة حياتنا على الأرض، وهنا يتجلى إعجاز الله في التشريع إذ يتنزل من القيم والمثل العليا إلى أدنى مستوى من التعليمات (افعل ولا تفعل) أو بالمصطلح الشرعي (حلال وحرام)، وقد ظن الكثير من الأرضيين أن (الحلال والحرام) هو سلوك شخصي يُجازى عليه الإنسان في الآخرة فقط، ولم يدركوا كما أدرك السمائيون، أنها هي التنزيل النهائي للقيم وللتشريع وللبرامج في أبسط صورة يفهمها العامي قبل المتعلم. وهذا من فضل الله على عباده وعلى البشرية إذ بين لهم طريق سعادتهم في الدنيا ونجاتهم في الآخرة، بدأ معهم بهدف خلقهم (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فتكون رؤيتهم (vision) واضحة بينة سهلة، اجتهد بصياغتها كالتالي " إن الحياة المثلى بنظرنا هي الحياة التي ينعم فيه البشر بعبادة الله وحده، تُخرج الأرض فيه بركتها وتنعم فيها البشرية بالعدل والنماء". أما مهمتنا (mission) فهي " الجهاد من أجل تحكيم شرع الله في الأرض وإقامة مملكة السماء في الأرض، وحفظها من أي زيغ أو ضلال بقوة البيان والسنان". وإن نزلنا في تطبيق القيم والمبادئ والمصالح العامة التي جاء بها الإسلام إلى أرض الواقع، فإننا نقوم بذلك عن طريق تطبيق شرع الله من أعلى مستوى يتعلق بالأصول والعقائد إلى أدنى مستوى يتعلق بآداب دخول الخلاء وأحكام الحيض والنفاس، ويكون ذلك بقوة الوازع الداخلي أولا، وبسلطان الأحكام الشرعية وإقامة الحدود والتعزير ثانيا، فإن تم ذلك فقد قطع مشروع الدولة الإسلامية ما يقارب من ثمانين بالمائة من برنامجه على الأرض، وحتى أوضح ذلك أضرب مثالا يتعلق بالبرنامج الاقتصادي فأقول: إن أكثر شيء يقلق الساسة في الحكم هو دوران عجلة الاقتصاد، فتوقفها يعني الركود والكساد وما ينجم عنه من بطالة ومشاكل اجتماعية وسياسية، وإذا طبقنا ما ورد أعلاه فإن تطبيق الحلال والحرام فيما يتعلق بالأمور المالية سيؤدي إلى دوران عجلة الاقتصاد بشكل تلقائي، فمنع الربا، وفرض الزكاة، وإلغاء الضرائب، وعدم احتكار الدولة والأشخاص للسلع والخدمات، والقضاء العادل الذي يحفظ للضعيف حقه، ويطمئن المستثمر على ماله وجهده، وقيم الأمانة والإتقان، وتطبيق حد السرقة والإفساد في الأرض .. الخ، فإن تطبيقها كلها مجتمعة ستؤدي حتما إلى عمارة الأرض ودوران عجلة الاقتصاد. وقس على ذلك في مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية وغيرها. وقد وضح لنا ذلك المولى عز وجل إذ قال في سورة المائدة (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم)، فقد تكلمت الآية عن سبب وهو تطبيق ما أنزل إلينا، ثم تكلمت عن النتيجة وهي الأكل، وهذه الآية تختلف عن قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ)، إذ تكلمت الأولى بتخصيص عن معنى مادي محدد (الأكل)، بينما تكلمت الثانية بشكل عام عن معنى معنوي (البركة)، ولعل الله أراد بذلك أن يربط لنا السبب بالنتيجة بشكل مادي مجرد حتى تستوعبه الأذهان المغلقة والله أعلم. إذا باختصار فإن برنامج الدولة الإسلامية في جله هو تطبيق الشريعة الإسلامية، يتبعه الجهد البشري في وضع الخطط التنفيذية والبرامج العملية، فإن سأل سائل أين مشروعكم وبرنامجكم يا دولة الإسلام فقولوا له بالفم الملآن إنها شريعة الرحمن دون تردد أو وجل أو خجل. وقد أفاد تقرير قناة الجزيرة أن محصول الرقة من القمح غير مسبوق من حيث غزارة الإنتاج، وهذا من البركة التي يلزمها الجهد البشري في التسويق والتوزيع وهو من التحديات الجديدة التي بدأت تواجه الدولة الإسلامية، وهي بذلك تحض المؤمنين الصادقين من أصحاب الكفاءات الهجرة إليها للمشاركة في بناء الدولة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أولويات المرحلة هي دفع الصائل وتحرير الأرض وإقامة الشرع، ثم اعتماد أسلوب الحكم اللامركزي في تسيير أمور الناس، وخصخصة وظائف الدولة قدر الإمكان عن طريق خلق فرص التنافس العادل بين الناس، وجعل الأولوية في توفير الغذاء والأمن. هذه طبختي التي حاولت المقارنة بها بين مشروع حكم البلاد والعباد في تجربة البغدادي الفتية التي اعتمد فيها على تطبيق الشريعة الإسلامية كأساس وكسبب لعمارة الأرض من جهة، وبين تجربة من نحى الشريعة واعتماد النظام الليبرالي اجتماعيا، والديمقراطي سياسيا، والرأسمالي اقتصاديا، كأساس وسبب لعمارة الأرض من جهة أخرى، في تدرج مزعوم أثبت فشله لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. (لَحَدٌّ يقام في الأرض أحبّ إلى أهلها من أن يمطروا أربعين صباحاً) رواه أبو داود فشتان بين الثرى والثريا. ~~~~~~~~~~ أم حبيبنا الطفل المنغولي حفظه الله ورعاه، فقد كنا ننتظر من الدولة صليل الصوارم (4)، فباغتتنا بالخيم الدعوية ومسابقات شد الحبل بين فريق جبهة النصرة وفريق الدولة، الذي تدخل به الحكم - الذي يفترض فيه الحياد - لصالح فريق الدولة وشد الحبل معهم ( ألم يقولوا لكم أن الدولة تقمع مخالفيها)، لكنه مع ذلك أبدع عندما أنطق الطفل المنغولي، في إشارة واضحة أننا أصبحنا دولة ولم نعد جماعة مقاتلة. وما أظن الطفل المنغولي في بيانه إلا كالشافعي في شعره إذ قال فصيحا إذا ما كان في ذكر ربــه ***** وفي ما سواه في الورى كان أعجما فوالله الذي لا إله إلا هو إن كلام الطفل المنغولي وحماسه في النشيد والوعيد لبشار الأسد أوضح من كلام مدَّعو الحكمة ممن ينظرون من تحت المكيفات ومن بين الكتب (كحال العبد الفقير) على أهل الجهاد، وأطلب منك أخي القارئ أن تشاهد لقطة الطفل المنغولي أدناه، لتعرف أنه حاز الحكمة بصدقه وبراءته، بينما حُرمها المخذول يوم ناصر من انحرف يوم انحرافه وخذل من أصاب يوم إصابته. إن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان رابط نشيد الطفل المنغولي youtube/watch?v=X9J7jE9tm5U رابط مسابقة شد الحبل بين فريق الدولة وفريق الجبهة https://youtube/watch?featur...&v=GOJCRG5rrpI رابط مقال التغريد الهادي بين مرسي والبغدادي justpaste.it/32yw رابط مقال راقصة في ربوع المدينة الفاضلة justpaste.it/29o2 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ م.غريب الإخوان الشامي رمضان 1434 zxcvbzxcvb265@
Posted on: Sun, 21 Jul 2013 16:40:36 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015