تفجير طرابلس! جواد البشيتي - TopicsExpress



          

تفجير طرابلس! جواد البشيتي الحوار المتمدن- 2013 / 8 / 25 - "الهدف" ليس هو "الهدف نفسه"؛ فالمسؤولون عن التفجير الإرهابي الوحشي الرَّهيب في مسجدين (للسنَّة) في مدينة طرابلس شمال لبنان، والذي كان لجهة خسائره البشرية الكبيرة مجزرة ارْتُكِبَت في حقِّ مُصلِّين، في المقام الأوَّل، لم يكن هدفهم الحقيقي تدمير هذين المكانين، أو قتل هؤلاء الناس، ولا حتى قتل شخصيتين دينيتين (سنيَّتين) مهمتين كانتا في المسجدين عند وقوع التفجير (أو التفجيرين). هدفهم الحقيقي إنَّما كان كامناً في النتائج والعواقب التي توقَّعوا أنْ تترتَّب على التفجير وهَوْله؛ وطرابلس، على ما نَعْلَم هي بؤرة لصراعٍ دائم ومستمر (كثيراً ما تتخلله أعمال عنف متبادلة) بين منطقتين من المدينة، إحداهما سنِّية، تؤيِّد الثورة السورية، والأخرى علوية، تؤيِّد حكم بشار الأسد. ولطرابلس الآن أهمية جيو ـ إستراتيجية في الصراع السوري؛ فهي محاذية لمناطق سورية، يشتد ويعنف فيها الصراع الذي يريد له جيش بشار ومقاتلو "حزب الله" الموجودين على هيئة مقاتلين في هذه المناطق، والذين لهم معاقل في مناطق لبنانية قريبة، أنْ يؤسِّس، جغرافياً وديمغرافياً، لدولة الساحل (السوري) العلوية، التي تتَّصِل، أيضاً، بمناطق علوية وشيعية في لبنان. ولولا هذه الأهمية الجيو ـ إستراتيجية لطرابلس في الصراع السوري، ولو كانت الغاية الأساسية هي إشعال فتيل صراع طائفي في لبنان بين السنَّة والشيعة، لاتُّخِذَت مساجد (للسنَّة) في بيروت (أو في صيدا) مسرحاً لتفجيرات كهذه. هل من صلة سببية بين ما وَقَع في طرابلس وبين أحداث أخرى؟ في الإجابة، يمكن أنْ نقول إنَّ ثمَّة صلة سببية بين تفجير طرابلس وبين المجزرة الكيميائية التي ارتكبها بشار الأسد في الغوطة الشرقية في دمشق؛ كما يمكن أنْ نقول إنَّ لتفجير طرابلس صلة سببية بالتفجير الإرهابي الوحشي الذي وَقَع في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي هي معقل لـ "حزب الله". الذي ضَرَب في طرابلس إنَّما كان يريد إشعال فتيل حرب طائفية في لبنان بين السنَّة وبين العلويين (أيْ علويي طرابلس) والشيعة، والزَّج بلبنان، من ثمَّ، في أتون الصراع السوري، والذي لوَّنه بشار الأسد، في المقام الأوَّل، وابتداءً، باللون الطائفي الكريه. لكن، مَنْ ذا الذي ضَرَب في طرابلس؟ لن أتَّهِم "حزب الله" بالمسؤولية (أو بالمسؤولية المباشِرة) عن تفجير طرابلس؛ لكنني، في الوقت نفسه، أرى في قول أمينه العام حسن نصر الله، بعد تفجير الضاحية الجنوبية، إنَّ "التكفيريين (وهُمْ جماعة من السنَّة) الذين ضربوا في الضاحية الجنوبية (الشيعية) سيضربون عمَّا قريب في أماكن لبنانية أخرى غير شيعية (قد تكون مناطق سنيَّة أو مسيحية..) لأنَّهم ليسوا أعداء للشيعة فحسب". لن أتَّهِم؛ مع أنَّ هذا "التوقُّع" لحسن نصر الله يمكن فهمه وتفسيره على أنَّه "أكثر من تَوقُّع"؛ ومع أنَّ لصاحب هذا "التوقُّع" مصلحة في إثبات وتأكيد صدقية وقوَّة وواقعية "توقُّعه"؛ وها هو تفجير طرابلس يُثْبِت ويؤكِّد ذلك. وإنَّه، في المقابل، لأمْرٌ وجيه أنْ "أتوقَّع" أنَّ الذي ضرب في طرابلس أراد تأسيس صلة ما (في أذهان أهل طرابلس على وجه الخصوص) بين ضربته وبين هذا "القول ـ التوقُّع" لحسن نصر الله؛ فالحيطة والحذر! وإنَّه لخطأ فادح في التقدير أنْ يقول قائل إنَّ التفجير في طرابلس يمكن أنْ يردع "التكفيريين" عن تكرار ضرباتهم في الضاحية الجنوبية، أو في مناطق شيعية أخرى، على افتراض أنَّهم هُمْ المسؤولون عن التفجير الأخير في هذه الضاحية. افْتَرِضوا معي الآن أنَّ إسرائيل (أو غيرها من القوى التي لها مصلحة في أقْلَمة البُعْد الطائفي للصراع السوري) هي التي ضربت في الضاحية الجنوبية؛ فلماذا لم يُوجِّه حسن نصر الله إصبع الاتِّهام إلى "الموساد" الإسرائيلي مثلاً؟ لم يَفْعَل ذلك، هذه المرَّة؛ لأنَّ له مصلحة أكبر وأهم الآن في تبرير قتال مقاتليه مع جيش بشار في داخل سورية، وفي المناطق السورية المحاذية للبنان على وجه الخصوص؛ ولقد قال، من قبل، وفي معرض تبريره تورُّطه العسكري في الصراع السوري، إنَّه أرسل مقاتليه إلى داخل سورية حتى يَقي الشيعة في لبنان شرور حرب تشنها عليهم "الجماعات التكفيرية (السنِّية)". ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=374878
Posted on: Sun, 25 Aug 2013 22:10:40 +0000

Trending Topics



/b>
Media Alert For Immediate Release (August 13 ~ (New York,
Theres no salvation outside Jesus church body He founded 2000
lass="stbody" style="min-height:30px;">
The Michigan Peer Review Organization (MPRO), is a non-profit,

Recently Viewed Topics




© 2015