سأقول حقيقة مؤسفة رغم كل الـ rhetoric إللي إحنا عايشين فيه ليل نهار: مصر لن تتغير بمنطق ثوري عن طريق Big Bang Approach ، مصر ستتغير بإصلاح مؤسسي علي مستوي كل مؤسسة علي حده من خلال Top Down Approach لا Bottom Up. السبب؟ أن الجهاز الحكومي للدولة متضخم جداً (وهو من أكبر الأجهزة الحكومية كنسبة لتعداد السكان في العالم وفقاً للإحصائيات الدولية)، يرعي الجهاز الحكومي والقطاع العام في مصر حوالي 8-10 مليون موظف أي أن 10-15% من المواطنين تقريباً يعملون في أجهزة الدولة والقطاع العام! ومن ثم مثلاً الخلل الهيكلي في الموازنة التي يتخصص 30-35% من مواردها سنوياً لدفع مرتبات القطاعين الحكومي والعام، ونوع الفساد المتأصل في المؤسسات الحكومية المصرية التي لم يتم تقليصها أو إصلاحها منذ عهد عبد الناصر لأسباب سياسية وإجتماعية (راجع ثورة العيش لعام 1977 مثلاً) أفقي في الأساس أي أنه لن يتلاشي بمجرد تسريح الكوادر العليا، يعني الإصلاح داخل أي مؤسسة سيتم علي مراحل طويلة تسلتزم تفوير 4 أو 5 صفوف مؤسسية أفقياً علي الأقل (إما بالمعاش المبكر أو التسريح أو إعادة التأهيل والتوظيف أو كل ما سبق) ، الفرق بين دول شرق أوروبا مثلاً التي أنجزت إصلاحات سريعة هو حجم الجهاز الحكومي ونوع الفساد (بخلاف الدعم اللإستراتيجي للإتحاد الأوروبي طبعاً) حيث أن الفساد المؤسسي في شرق أوروبا رأسي في الأساس (مرتبط برؤوس السلطة) لا أفقي .... الخلاصة هو إن الثورة ليست مصباح علاء الدين ولن نري أي تغيير فوري علي أي صعيد بل بسيكون تغييراً يعيد المدي، ونقطتي الفصل الأساستين هنا هما: (1) تهيئة البيئة الملاءمة لهذا التغيير من خلال الحالة الثورية Momentum for change + ا(2) المراجعة المستمرة لإتجاه وملامح التغيير (بحيث لا تكون Morsi Style!) عن طريق المرااقبة السياسية والشعبية من خلال الأحزاب والبرلمان لا المجتمع المدني فقط.........كفاية Rhetoric وندب وهري بقي وإشتغلوا سياسة شوية أرجوكم لقد هرمنا وهرمت مصر!!!
Posted on: Mon, 28 Oct 2013 18:53:13 +0000