ظهرت فيزيا الكمّ فى الربع الأول من - TopicsExpress



          

ظهرت فيزيا الكمّ فى الربع الأول من القرن العشرين .. وهى كانت عبارة عن محاولة ل"تفسير" بعد الظواهر اللى تم رصدها تجريبيا بالفعل واللى فشلت قوانين الطبيعية النيوتينية فى استيعابها على أى نحو .. وحصلت نتيجة لظهور فيزيا الكمّ وإعتمادها ثورة فى الطريقة اللى بنشوف بيها العالم المادّى .. مثلا، أى جسم مادى ممكن نبصّ له إما كجسيمات أو موجات على حسب طريقة المشاهدة والإختبار .. "الإحتمالية" كانت مزعجة لجمهور العلماء اللى عايزين ال"يقين المطلق" .. الأسوأ، إن قاعدة البرنس هايزنبرج عن "التشكك" أو "اللا يقين" واللى قالت لك إن سرعة ومكان أى جسيم ماينفعش بتحددوا فى نفس اللحظة مع بعض أربكت الوضع جدا بشكل غير مسبوق .. قبل فيزيا الكمّ، كان الكون كلّه يمكن التنبؤ به، على الأقل من ناحية المبدأ .. أحداث الماضى كانت بتحدد الوضح الحالى، وأحداث الحاضر تحدد بشكل تامّ أحداث المستقبل .. نفى الحتمية دى كان سخيف بالنسبة لعدد كبير من محبّى اليقين الأزلى وعلى راسهم آينشتاين اللى طلع أعترض على نظرية الإحتمالات بعبارة مفادها أنه أكيد ربّنا مابيلعبش طاولة مع الكون .. كان آينشتاين بيعيب على ميكانيكا الكمّ إنها مش قادرة تتنبأ بنتاج بعض التفاعلات الجسيمية، وكل اللى تقدر تعمله إنها تتنبأ بالإحتمالات الممكنة .. وكان آينشتاين مقتنع إن فى لهو خفى أو "عامل مجهول -Hidden Variable" أول ما نتعرف عليه ونقدر نتحكّم فيه، هنقدر نحدد يقينا ناتج أى تفاعل .. وده كان عماد نظرية "الحتمية" اللى واجهت إنتقادات شديدة واللى خد آينشتاين على قفاه الكريم بسببها .. المهم، إن فيزيا الكمّ أجبرتنا ورجلنا فوق رقبتنا على القبول بفكرة إن إدراكنا "الحسّى" للحقيقة ساذج لحدّ كبير .. مثال: بديهية بسيطة بتقول إن الأسلوب المتّبع فى مراقبة ورصد نظام ما، غالبا ما يغيره .. ال"Observer Effect" ده ببساطة بيقول إنك ماينفعش ترصد ظاهرة ما من غير ما تغيّرها .. وبيعزى التغيير ده للأجهزة المستخدمة فى القياس أو الرصد .. زى مثلا، إنك عشان ترصد "إليكترون"، لازم فى الأول يتفاعل مع "فوتون" وده هيغيّر مسار الإلكترون .. فى وسائل تانية للرصد ولكن نفس المشكلة بتفضل موجودة، إن فى تغيير بيطرأ على المرصود حتى يمكن رصده .. ودى حاجة سهل جدا استيعابها لما نكون بنتكلّم عن إليكترون أو ذرة .. يعنى الإلكترون ممكن يكون فى حالة واحدة من حالات كتيرة عند رصده .. وإحنا مش ممكن نجزم الإلكترون كان فى أى حالة عند القياس إلا بعد إتمام الرصد عشان إحنا وجّهناه وغيّرنا مساره .. المشكلة تظهر لو استبدلنا "الإلكترون" ب"الكون المادى" .. يعنى إذا كان الكون بعد ما تولّد عبارة عن احتمالات كميّة لا نهائية .. وإذا كان من بين الإحتمالات الانهائية دى، منظومة فرعية ضئيلة هى اللى تحققت، فهل عملية الرصد والمراقبة، خلّيتنا نشوف بعض النواحى ونتحقق منها مع إغفال إحتمالات تانية؟! وهنا ممكن نشير إلى ما قاله يوجين ويغنر (الفيزيائى الحاصل على نوبل) عن أن "وعى الإنسان لابد وأن يُشْرَك كأحد العوامل المحددة لفهمنا اليوم لحالة المون الكميّة" .. بمعنى أن الموضوع ليس مجرّدا 100% وإنما يشكّل الوعى والإدراك الإنسانى جزء من الحقيقة .. وعلى الرغم إن المفهوم ده لمضمون فيزيا الكمّ لسّه عليه خناقات واسعة، إلا إنه ممكن يدّيك فكرة عن نوع الإشكاليات الموجودة عند التفكير فى الوجود والواقع .. ومن رحم الإشكالية دى، ولدت نظرية الأكوان المتعددة أو الموازية على إيد هيو إيفيريت .. وبتقترح النظرية إنه عند مولد الكون، أدّت كل عملية رصد ومراقبة إلى خلق كون موازى يشغل نفس الحيّز والمكان ولكنه غير قادر على التواصل مع الأكوان الأخرى .. ما يعنى، أن وجودنا هو واحد على عدد لا متناهى من الأكوان اللى نشأت عن رصد الإحتمالات الكميّة اللامتناهية التى وجدت عند مولد الكون .. البوست ده كان إهداء للأخوة الباحثين عن اليقين الأزلى .. عن الحقيقة النقية الطاهرة المنزّهة عن أى شائبة .. الأخوة اللى الدوجما العلمية وأفكار معصومية العلم العتيقة لحست لهم دماغهم .. مرفقات: اقروا ده: هل يظل القمر موجودا عندما لا ينظر إليه أحد ؟! بين الواقع ونظرية الكمّ .. مقال قصيّر ومسلّى جدّا .. اللينك فى أول كومنت ..
Posted on: Fri, 12 Jul 2013 11:24:17 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015