على هامش فيديوهات جذب النساء : لا - TopicsExpress



          

على هامش فيديوهات جذب النساء : لا توجد روايات كثيرة يمكنها التأثير فيك ، خاصة و أنت رافض كاتبها نفسه ، لكن اعتقد أن رواية "إنسان" ل"أوريانا فلاتشي" الصحفية الايطالية كارهة الإسلام ، حققت هذا الفعل ، الرواية تجبرك على الفصل المؤقت بين رفضك لعنصريتها و بين سردها الأدبي لقصة حياة المناضل اليوناني اليساري أليكسندروس بناجوليس ، الذي تم القبض عليه بتهمة اغتيال ديكتاتور اليونان في الستينات بابادوبولس ، تحكي أوريانا عن أن ألكسندر تعرض لتعذيب بشع ، و رغم أنه تحمله في جلد ، إلا أن نقطة ضعفه التي جعلته ينهار ، كانت التعذيب النفسي على يد ضابط مدعي إنسانية ، يدخل إليه فيغمره باللطف و الشفقة في محاولة لجر المعلومات ، حتى إذا أدرك أنه لن يفيده بأي شئ ، تبدأ حفلة تعذيب أسوأ من أي ضابط آخر يبدأ بالعنف مباشرة ، كانت قهقهات الضابط و موسيقاه و تلاعبه بنفسيته و ارهاقه لأعصابه أشد عليه من الوخز بالإبر و الحرق بالنار ،، ليس من الغريب أن نجد هذا التكرار لمثل هذه الشخصية المعقدة في تركيبتها ، الأحادية في نظرتها ، في كثير من الأعمال الأدبية التي تناولت فترات الاستبداد خاصة العسكري منه ، -شخصية الضابط اللطيف الذي يقطر عسلا فتتجمع حوله النساء كالذباب و هو أشد القتلة عنفا و قسوة ، -نجدها أيضا في فيلم Inglourious Basterds حيث الشخصية المحورية لضابط الجستابو الألماني كولونيل Hans Landa الذي لعب دوره باقتدار الممثل Christoph Waltz ، الضابط اللطيف المبتسم دوما الذي يقوم بتحقيقاته و هو يضحك و يلقي النكات ، يعرف لغات كثيرة و محبب من الممثلات ، يمارس كل هذا الجمال ، بينما هو يستطيع قتل طفل صغير و هو يغازل ممثلة ، -نفس الشخصية في فيلم البرئ ، الضابط محمود عبدالعزيز ، شيطان في المعتقل ، ملاك خارجه ، -هذه الشخصيات نستطيع اعتبارها تنويع على تيمة "الأشخاص الودودوين أكثر من اللازم اللذين يتضح أنهم قتلة سفاحين" كما ذكر "ألفريد هتشكوك" كثيرا في كتاباته ،، لست معنية بالدخول في هذه التحليلات عن ماهية الفيديو ، هل مسرب للايقاع بالسيسي أم مسرب أيضا لتلميعه و تجهيزه للرئاسة ، لأن كل فعل عسكري يصلح للوجهين ، لديهم جهاز مخابراتي ثعلبي ، يشغلك بهذا الصراع الوهمي بين عنان و السيسي ، دون أن تدرك أنهم يحصرون المشهد في عينيك بين رئيس عسكري و رئيس آخر عسكري ، ............................................................................................................ فقط الفيديو يمثل لي ذروة الخلل النفسي الذي لا يتحقق إلا في اعتى المرضى المستبدين ، السيسي يتحدث بلهجة منومة لطيفة كلها هدوء و رقة عن كيفية سحق حرية شعب كامل و وضعه مرة أخرى تحت أقدامهم كالعبيد ، يتحدث ببساطة عن أساليبهم في السيطرة على الاعلام و التماهي مع الدولة الحديثة مرة أخرى بعد أن جردتهم ثورة يناير من تشعبهم داخلها ، المستبد يتحدث بغنج عن المتحدث الاعلامي لجيش خير أجناد الأرض حيث أنهم اختاروه خصيصا لأنه يجذب النساء ، يتحدث بتلقائية عن تاريخ الدولة الناصرية كله ،، الستينات التي تشهد ممثلاتها و مغنياتها عما حدث لهن من انتهاك و ابتذال على أيدي الضباط المحرومين الشبقين للسلطة و التحكم بالناس ، ...................................................................................................... "كان أنيس منصور يقول دوما أن أسوأ السادة هم من كانوا عبيد سابقين" ، ليس للمقولة مردود عندي إلا في هيئة هذا الضابط المتواضع الأصل ، الذي لا قيمة له فعليا ، يشعر دوما بانتهاك المجتمع و رفض الناس له ، ثم بقدرة قادر يدخل الكلية الحربية فيرتدي بدلة تكفل له السطوة و القوة اللذان يغنيان عن الغنى و المال و النفوذ ، إلا أن الفارق بيننا و بين الستينات ، يكمن في هذا التجاوب الشعبي الغريب مع فكرة الاستعباد في حد ذاتها ، أنت لست بحاجة لفضح ممثلة أو تهديدها بفعل مشين للأخلاق كي تستجيب لك ، لم تعد بحاجة لعمل أوبريتات عظيمة مرهقة و مكلفة لشحذ خيال المثقفين ، الان الجميع يرتمي تحت البيادة بسبب و بدون سبب ، مغنيات الدرجة العاشرة و الملاهي الليلية و أفلام السبكي هن من يتصدرن للغناء للجيش العظيم ، الان يُعرض على ذكور الجيش "عرض أملاك اليمين" ، صاحب واحدة و خد عليها خمسة هدية ، ....................................................................................................................................... أيام عبدالناصر كان الظلم مغلفا بشعارات مؤدلجة و هتافات و أحلام يقظة عن التحرر و الاستقلال ، أما الآن فالحال أكثر عريا و قبحا من أي شئ آخر و مع هذا تتزايد نبرة الحب و الغرام بذكور الجيش ، أكبر تعبير عن هذا الانحطاط هي رقصات المسخ سما المصري على نغمات "احنا عبيد البيادة بنحب الجيش حب عبادة" ، عبدالناصر على الأقل كان يحمل من السمت الظاهري و العنفوان الشخصي ما يجعله محط إعجاب الكثيرات ممن لا يعلمن حقيقته ، أما الآن فهن يعشقن السيسي رغم أنه مسخ هو الآخر ، مسخ ليس فيه وسامة و لا رجولة ظاهرة و لا أي شئ أصلا ، و متحدثه الرسمي حدث و لا حرج ، مخنث لا هيبة فيه و مع هذا يعجب قطاع كبير من النساء المصريات ، ممن لهن طابع معين ، ساديات ، صوتهن عالي ، لسانهن لا يكف عن الشتائم ، بليدات الحس ، الحب هنا ليس حب الأنوثة للرجولة ، بل حب المريض الكاره للمجتمع لمن يمسك له السوط ، حب السايكوباثي الذي يتمتع بالتدمير و رؤية الدماء للمدمر الذي يفعل بهذا باستمتاع ، أغلب مشاكل هاته النسوة مع مرسي أنه لم يكن على هذا القدر من السادية و البشاعة و القدرة على استعباد غيره ، كان رجلا طيبا غلبانا ، و هن لا يستطعن حب إلا المرضى ،، و هذا مخيف ، ليس لأن هناك مستبد قاتل ، فكلهم قتلة ، لكن لأن هناك من يتقبل القتل و يستلذ رائحة الدماء ، ليست الأزمة في محاولتهم الدفع بشاب لا رجولة فيه للتأثير على النساء ، الأزمة أن النساء تتأثر فعلا ،
Posted on: Thu, 03 Oct 2013 06:48:15 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015