من مترجمات مركز الشرق العربي asharqalarabi.org.uk سقوط زعيم حزب الله بقلم: رونين بيرغمان بلومبيرغ 24/6/2013 الرجل الذي كان ينظر إليه منذ بعض الوقت على أنه العدو الاستراتيجي لإسرائيل, دفن إنجازاته بيده. ذكرت قوات المتمردين في سوريا أنه وخلال القتال المرير الذي دار مؤخرا في مدينة القصير الإستراتيجية فإنهم لم يشاهدوا إلا القليل من قوات الجيش السوري, وأن الضربة التي وجهت لهم جاءت بصورة أساسية من قبل مقاتلي حزب الله. ولكن هذه الانتصارات – التي قد تكون مهمة في حد ذاتها- لن تنقذ نظام بشار الأسد, و الأمر الأكثر أهمية أن أثرها سوف يكون ضارا على مستقبل حزب الله وزعيمه. يمكن للمرء أن يتصور نهاية سريعة لحكم الأسد, ربما بوابل من نيران الأسلحة الرشاشة أو بضربة من سيف أو ربما بعملية إعدام خارج القانون. ولكن المصير السياسي للأمين العام لحزب الله, حسن نصرالله, سوف يكون متدرجا, و يبدو من الواضح للعيان أن دوره التاريخي قد انتهى. حتى لو تواطأ نصرالله مع دعم من إيران على البقاء لفترة طويلة على رأس منظمته الشيعية المتطرفة, إلا أن هدفه الأساسي – في أن يصبح زعيما عربيا ولبنانيا – أصبح بعيد المنال. فالرجل الذي كان ينظر إليه منذ بعض الوقت على أنه العدو الاستراتيجي لإسرائيل, دفن إنجازاته بيده. إنجازات نصرالله كبيرة. وقد فهم, حتى قبل أن يفهم الإسرائيليون, الأبعاد الإستراتيجية لحساسيتهم تجاه فقد أرواح المدنيين, وضعف الجبهة الداخلية لديهم واستعداداهم للسماح بعودة الكثير من مقاتلي حزب الله الأسرى في عملية تبادل في مقابل عودة القليل من جنودهم, وفي بعض الأحيان مقابل عودة جثث الجنود. العقيدة العسكرية: بناء على هذه التصورات, فقد تبنى منهجا عسكريا سمح له بأن يخوض حرب استنزاف طويلة, بمساعدة ترسانة عسكرية رادعة وعمليات اختطاف. كما أن إدراكه لضعف إسرائيل مكنه من طرد قوات الدفاع الإسرائيلية من لبنان عام 2000, وإعلان النصر في مواجهة عام 2006. الحفاظ على كلمته بأن المقاومة سوف تواجه العدو الصهيوني كانت تمثل جزء من صورة نصرالله التي بناها لنفسه كشخصية بارزة في السياسات الجديدة في الشرق الأوسط. سر قوته يكمن في التزامه بقول الحقيقة, بصراحة, وبلغة مفهومة للجميع؛ وذلك لكي يتمكن من التعامل مع طيف واسع دون مداهنة أو تهرب؛ واستعداده للاعتراف بالأخطاء إضافة إلى تحليه بروح الفكاهة مع القليل من السخرية وقدرته على استغلال جميع وسائل الاتصال المتوفرة في عصر الانترنت. ورث نصرالله دوران من سلفه الشيخ عباس الموسوي وهما الأمانة العامة لحزب الله وتمثيل المرشد الأعلى لإيران في لبنان. الموسوي الذي اغتالته إسرائيل عام 1992, كان يركز بشكل أساسي على الدور الثاني وحاول إنشاء منطقة عازلة وحكم ذاتي للمجتمع الشيعي داخل لبنان, كما عمل على دعم التعليم والثقافة والصحة والرفاه الاجتماعي والاقتصاد إضافة إلى بناء قوة عسكرية. نصرالله فعل الأمر نفسه, وذلك بدعم مالي وعسكري من قبل إيران, ولكنه تطلع أيضا إلى أن يكون شخصية قوية في السياسات اللبنانية. ولهذا, وعلى سبيل المثال, أصدر الأوامر لرجاله بأن لا ينتقموا من أي فرد من أفراد جيش لبنان الجنوبي, وهو عبارة عن ميليشيا كانت مدعومة من قبل إسرائيل, وذلك بعد الانسحاب الإسرائيلي وعامل المسيحيين باحترام. كجزء من هذا النهج, فقد ذهب بعيدا من أجل الإفراج عن الإرهابي اللبناني سمير قنطار من السجون الإسرائيلية, وذلك من خلال اختطاف جنديين إسرائيليين في عملية جريئة, مع أن القنطار درزي ولم يكن يقاتل في صفوف حزب الله عندما اعتقله الإسرائيليون. كما أنه قدم الكثير من المساعدة في تطوير وإعادة بناء الأجهزة الحكومية اللبنانية المدنية, وقام بذلك حتى على حساب مؤسسات حزب الله نفسه. شخصية شعبية: لعدة سنوات, اعتبر نصرالله وفقا لاستطلاعات الرأي, الشخصية الأكثر شعبية من بين الزعماء العرب فهو الرجل الذي يعني ما يقول وليس فاسدا مثل الطغاة وسلاطين النفط, والذي يمكن أن يقف في وجه إسرائيل وأن يلحق الهزيمة بها. في إسرائيل, الآراء كانت منقسمة حول ما إذا كان مجرد وكيل إيراني على الحدود الشمالية لإسرائيل أو أنه سياسي لبناني أصيل يتصرف وفقا لمصالحه وليس لمصالح أولئك الموجودين في طهران. هذا السؤال هو الذي يدور في إسرائيل عند الحديث عن الكيفية التي سوف يتصرف فيها حزب الله في اليوم التالي للهجوم الإسرائيلي على مشروع إيران النووي. اندلاع الحرب في سوريا جعل الأمور أكثر وضوحا, نصرالله, يلعب دور ممثل لإيران في لبنان أكثر من كونه رجل دولة لبناني. نصرالله سوف يكون سعيدا بالطبع لو كان بالإمكان محو آخر سنتين من مسيرته, وهي التي قام فيها إما بإنقاذ حليفه في دمشق أو بالانجرار إلى الحرب الأهلية. إذا كان نصرالله يعتقد في بداية الأمر أنه من الممكن إنقاذ نظام الأسد, فإنه لم يكن مقتنعا أن ذلك ممكن في واقع الأمر, وفقا لمصادر استخبارية. مع ذلك, انصاع لأوامر إيران بصورة كاملة وأرسل الآلاف من نخبة مقاتليه لتقديم الدعم للنظام العلوي في سوريا. إسرائيل لم تكن تأمل في معجزة أفضل من هذه. فالقتال لم يضعف الجيش السوري الأقوى من بين جميع الجيوش التي واجهتها, بل أدى إلى تآكل في قوة حزب الله العملياتية أيضا. كما أنه حطم صورة نصرالله تماما. لقد كان معتادا على تبرير وجود ميليشيا حزب الله إلى جانب الجيش اللبناني الشرعي, وذلك بالقول إن دوره يقتصر على مواجهة إسرائيل. ولكنه الآن يرسل رجاله للمساعدة في ارتكاب المذبحة التي تجري ضد السنة من قبل نظام متعطش للدماء. الإحراج الذي يتعرض له نصرالله جراء مقتل رجاله في سوريا كبير جدا إلى الحد الذي أمر فيه بدفنهم في الليل,دون إجراء المراسم المتعارف عليها. ومن هنا فقد وقع في مجموعة من الأكاذيب المتشابكة, و محاولات إخفاء الجريمة والاغتيالات السياسية وفساد أعضاء بارزين وشخصيات مألوفة في سياسات المنطقة القديمة. كان نصرالله يحمل أحلاما خاصة به تجاه الربيع العربي ,تتمثل في السيطرة على لبنان دون اللجوء إلى السلاح وتحويلها إلى دولة إسلامية تقوم على الأغلبية الشيعية وضمان الرفاهية لجميع المواطنين. كما كان يأمل في أن يكون بمثابة منارة للنجاح الإسلامي في الشرق الأوسط. ولكن وعوضا عن كل ذلك فإن الأمر سوف ينتهي به إلى دمية إيرانية مخادعة يهتم بمصالح ضيقة لمجموعة صغيرة ويمد يد المساعدة لدكتاتور يقتل شعبه. The Fall of Hezbollah’s Leader By Ronen Bergman 2013-06-24T22:24:40Z The rebel forces in Syria have reported that in the recent bitter fighting in the strategic town of Qusair, they saw very few Syrian army troops, and that they were beaten back mainly by Hezbollah militiamen. But these victories -- important as they may be in themselves -- won’t save the regime of Bashar al-Assad, and no less significantly, they will have a largely detrimental effect on the future of Hezbollah and its leader. One can imagine that Assad’s rule might end quickly, perhaps with a burst of automatic fire, a strike of the executioner’s sword or a town-square lynching. The political demise of Hezbollah’s secretary-general, Hassan Nasrallah, will be gradual, but it is already clear that his historic role has ended. Even if the conniving Nasrallah, with Iran’s support, holds on as head of his extremist Shiite organization for a long time to come, his principal goal -- to become a pan-Arab and Lebanese leader -- is now unattainable. The man who for some time was seen as Israel’s main strategic enemy has, with his own hands, buried his accomplishments. Nasrallah’s achievements have been considerable. He understood, even before the Israelis did, the strategic implications of their sensitivity to the loss of lives of civilians, the vulnerability of their home front and their willingness to allow the repatriation of many captured Hezbollah fighters in exchange for the return of far fewer of their own soldiers, sometimes only in return of the soldiers’ bodies. Military Doctrine Based on these insights, he adopted a military doctrine that allowed for a prolonged war of attrition, with help from a deterrent arsenal and abduction operations. His grasp of Israel’s weaknesses enabled him to expel the Israel Defense Forces from Lebanon in 2000, and to declare victory in the 2006 confrontation. Keeping his promise that the “muqawama” (resistance) would face up to the Zionist enemy was only part of the image Nasrallah built for himself as a prominent figure in the new politics of the Middle East. The secret of his power lay in his commitment to speak the truth, openly, in language understandable by all; to tackle a wide range of topics without whitewashing or evasion; a readiness to admit errors, plus a dash of humor, a pinch of sarcasm, and the exploitation of all the communications media of the Internet age. Nasrallah inherited two roles from his predecessor, Sheikh Abbas Musawi: secretary-general of Hezbollah and representative in Lebanon of Iran’s supreme leader. Musawi, who was assassinated by Israel in 1992, focused mainly on the second role and tried to create an autonomous, insulated, all-encompassing Shiite society within Lebanon, embracing education and culture, health, welfare and the economy as well as building up a military force. Nasrallah did the same, with Iran’s financial and military assistance, but he also aspired to become a powerful figure in Lebanese politics. Thus, for example, he ordered his men not to take revenge on members of the South Lebanon Army, an Israel-backed militia, after the Israeli withdrawal and treated the Christians with respect and generosity. As part of this approach, he went to great lengths to free the Lebanese terrorist Samir Kuntar from an Israeli prison, by kidnapping two Israeli soldiers in a daring operation, even though Kuntar was a Druze and had not been acting on Hezbollah’s behalf when the Israelis captured him. He also provided much help in the development and reconstruction of Lebanese government civilian agencies, even at the expense of Hezbollah’s own institutions. Popular Figure For a number of years, Nasrallah was considered, according to polls, the most popular of all Arab leaders: a man who says what he means, isn’t corrupt like the tyrants and oil sultans, and who can defy Israel and defeat it. In Israel, opinion was divided over whether he was merely an Iranian proxy on the Israeli northern border or an authentic Lebanese politician acting ultimately in his own best interests and not those of Tehran. This is a relevant question in the debate over how Hezbollah would react the day after an Israeli attack on Iran’s nuclear project. The eruption of the war in Syria made things clearer -- Nasrallah is, after all, more of an Iranian representative in Lebanon than a Lebanese statesman. Nasrallah would certainly be happy if the past two years in his career could be erased, a period in which he either came to the rescue of his ally in Damascus or was dragged into the conflict. If, initially, Nasrallah believed it was possible to save Assad’s regime, he hasn’t been convinced of this for a while, according to intelligence sources. Nevertheless, he followed Iran’s orders in full and sent thousands of his best fighters to assist Syria’s Alawite regime. Israel couldn’t have hoped for a greater miracle. The fighting has not only weakened the Syrian army, the strongest that Israel faces, and significantly eroded Hezbollah’s operational power. It has also completely shattered Nasrallah’s image. He used to justify the Hezbollah militia’s existence, alongside the legitimate Lebanese army, by saying its role was to battle Israel. Now he is sending it to assist in the massacre of Sunnis by a bloodthirsty regime. Nasrallah’s embarrassment at the death of his fighters in Syria is so great that he has ordered that they be buried at night, without customary ceremonies. From here the road is short to entanglement in lies, coverups, political murders, corruption of senior members and all the other familiar characteristics of the region’s old politics. Nasrallah had his own Arab Spring dream -- taking control of Lebanon without resorting to arms and turning it into an Islamic state that leaned on a Shiite majority but also guaranteed the welfare of all its citizens. It was to serve as a beacon of Islamic success in the Middle East. Instead he will end up as a deceitful Iranian puppet who cares for the narrow interests of a small group and helps a dictator butcher his own people. (Ronen Bergman is a senior correspondent for military and intelligence affairs at Yedioth Ahronoth, an Israeli daily, and a contributing writer to the New York Times Magazine.) To contact the writer of this article: Ronen Bergman at ronen@ronenbergman. bloomberg/news/2013-06-24/the-fall-of-hezbollah-s-leader.html
Posted on: Fri, 28 Jun 2013 08:08:17 +0000
Trending Topics
Recently Viewed Topics
© 2015