نشأه العلمانيه وعلاقتها بالالحاد - TopicsExpress



          

نشأه العلمانيه وعلاقتها بالالحاد ... منذ قديم الأزل وحتى يومنا هذا كانت ومازالت فكرة وجود إله لهذا الكون هي الفكره المحوريه التي تأسست طبقا للموقف منها حضارات وأيدلوجيات مختلفة, ولم لا وهي تتضمن الإجابه عن أسئله مصيريه لها تاثير مباشر على نظرة الإنسان للحياة وعلى سلوكه وتصرفاته..أسئلة من نوعية من أين أتيت؟ ماذا بعد الموت؟ ماهو مصيري؟ وماهي الغاية من حياتي؟. والأغلبيه الساحقة من البشرية منذ قديم الأزل وفي كل أرجاء الأرض كان لها معتقد ديني بغض النظر عن مدى صحته أو خطأه, ولكننا في يومنا هذا في القرن الواحد والعشرين نرى أن الحضارة التي قادت العالم على المستوى العلمي والتكنولوجي هي الحضارة الغربية أوروبية النشأة , والقاريء يدرك جيدا أن هذه الحضارة تقوم أساسا على المباديء العلمانية المناهضه للدين, وذلك على الرغم من أن أوروبا كانت وحتى القرن التاسع عشر قارة مسيحية بل ومتعصبة في مسيحيتها ! إذا ما الذي حدث؟ ما هو سر التحول الكبير في مبادئ أوروبا وأيديولوجياتها (عقيدتها) من مسيحية متعصبة إلى علمانية ملحدة؟ تتضح أسباب تحول أوروبا للعلمانية عندما نسترجع التاريخ ونتذكر الثورات التي عمت أوروبا كالثورة الفرنسية وماتلاها من ثورات كالثورة البلشفية , تلك الثورات التي مهدت الطريق لظهور أوروبا الحديثة.فعند قيام الثورة الفرنسية كان الناس قد ضاقوا ذرعا بالكنيسة الرومانية (الكاثوليكية) التي سيطرت على معظم أراضي البلاد وفرضت ضرائب باهظه على الناس برغم ظروفهم الاقتصادية الصعبة(1) وعلى المستوى الروحي والفكري إستأثرت الكنيسة بكل شيء فكان رجال الكنيسة يبيعون صكوك الغفران و دخول الجنة في مقابل المال و الذهب , و كانت محاكم التفتيش التابعة للكنيسة تقوم بحرب شعواء على العلم والعلماء وحاكمت كثيرين لعرضهم حقائق علمية صحيحة لكنها ببساطة كانت تتعارض مع الإيمان المسيحي الكاثوليكي والكتاب الذي يقدسونه أي الإنجيل الذي بين أيديهم ..ومن أشهر الأمثلة هنا جاليليو الذي ذكر أن الأرض تدور حول الشمس فحاكمته الكنيسة(2) وأرغمته أن يلزم بيته ويعترف بخطأ نظريته,بل وكان محظوظا أن لم يقتل آنذاك , ومن ذلك مايحكيه الكتاب المقدس في سفر التكوين عن خلق آدم وذريته منذ أقل من ستة الاف عام (3700 عام قبل الميلاد), في معارضة صريحة للعلم والإكتشافات الأثريه لبشر عاشوا قبل ذلك التاريخ بكثير بل إن المكتشتفات تثبت أن البشر مارسوا الملاحة وركبوا البحر وعرفوا السفن قبل أكثر من 700 الف سنة (3) . وتلك القبضة الحديدية للكنيسة في عصرها الذهبي وإعتراضها على العديد من مكتشفات العلم صاحبه تأخر كبير لأوروبا على المستوي الحضاري والمدني فكانت بحق العصور المظلمة , وكل ذلك كان له أثر واضح في إشعال ثورات أوروبا كلها ,ففي بريطانيا تلا فرانسيس باكون إعلان الإستقلال بهدف تحرير العلم من قيود الأسطورة وفي كتابه (تقدم العلم 1605) يقول أنه لابد من إخضاع جميع أساطير الدين لنقد صارم ودقيق ,ومع مناقضتها للحقائق المبتوتة علميا لابد من رميها جانبا (4) , وهذا الموقف المضاد للدين كان من خصائص الثوره الفرنسية وكذلك الثورة الشيوعية التي وكما هو معروف إتخذت من الرأسمالية عدوا لدودا لها ولكن رغم ذلك تتوحد معها إذا تعلق الأمر بالدين فلينين مثلا كان يصف الشيوعيين والرأسماليين بأنهم كبعضهم البعض في عدائهم للدين والصراع بين الشيوعية والرأسمالية من وجهة نظره ماهو الا صراع داخلي (5) داخل جبهة واحدة..جبهة ضد الدين و خلاصه ماسبق أن العقلية الاوروبية تجذر فيها عبر القرون عقدة الدين أو الدينوفوبيا لأسباب ملخصها كما يلي : أولا: أن الدين (كما عرفوه) هو ضد إبداع العقل ومكتشفات العلم فالعلم والدين ضدان لايجتمعان أبدا. ثانيا: أن الدين ما هو الا سطوة ظالمة لبعض الناس (رجال الدين) على باقي البشر ليتحكموا في مصائرهم ويحصدوا أموالهم وثمرة كفاحهم ويبيعوا لهم أماكنهم في الجنة أو يرسلوهم للجحيم. ثالثا: أن الدين هو شقاء و قيود على حياة الإنسان وحريته وحرمان من ملذات الدنيا تحت شعار إفعل ولا تفعل وحلال وحرام. رابعا: أن الدين من جهه والهمجيه والتخلف من جهه أخرى هما وجهان لعملة واحدة فأوروبا المسيحية في القرون الوسطى كانت متخلفة بأشواط عن سائر العالم المتحضر(6) ومن هنا سميت بالعصور المظلمة خامسا: أن الدين عندهم كما قال نيتشة أفيون الشعوب, و الإنطباع المترسخ والمتوارث منذ عصر سيادة الكنيسة والحروب الصليبية أن الديانات الأخرى ماهي إلاديانات وثنية همجية,وما زال هذا هو الإنطباع السائد عبر الأجيال المتعاقبة مما صد الكثيرين عن دراسة أي دين آخر..فاذا كان يرفض المسيحيه فكيف له أن يقبل بديانات هي (من وجهة نظره) أقل رقيا منها بل هي لشعوب أكثر تخلفا وتأخرا في ركب الحضارة ولذا كانت العلمانية وتنحية الدين جانبا أو حصره داخل دور العبادة فقط , هي الحل الوحيد لكي تنهض أوروبا , و في الواقع ليست أوروبا فقط هي التي قامت نهضتها على حساب الدين, فالإتحاد السوفيتي و الصين في آسيا نهضا أيضا على أساس أيديولوجي مضاد للدين بعنف و يعتبره كما أسلفنا أفيونا للشعوب يعوق مسيرتها, ولكن.. من حقنا أن نتسائل عن مصداقية هذا الطرح وإنطباقه على الحضارة الإسلامية فهل حقا تجربة الكنيسة في أوروبا وموقفها من العلم والعقل هو نفس موقف الحضارة الإسلامية؟...هل العلم والدين ضدان لا يجتمعان بالفعل؟ إن الاجابة تبرز ببساطة عند مراجعة التاريخ ومباديء الدين الإسلامي التي تتناقض تماما مع النموذج الأوروبي.. فالإسلام لامجال فيه للكهنوت أو أشياء لايعرفها الا الخواص من الناس..فعقيدة الإسلام تتفرد بأنها متاحة لتستوعبها عقول كل الناس ,كل الشعوب والاجناس والحضارات على اختلاف درجة علمها وثقافتها فلايوجد صفوة وعوام ..والإسلام يتفرد عن سائر الاديان بتوافقه مع العقل والعلم والفطرة , فلا توجد الاشكاليه المعضله بين العلم والدين عند المسلمين , وتستطيع ملاحظة ذلك من خلال مقارنة تاريخية بسيطة بين حضارة أوروبا وحضارة العالم الإسلامي, فعندما كان الدين والكنيسة في أوروبا يعيشان عصرهما الذهبي كان هذا هو الوقت نفسه للعصور المظلمه للعلم والعلماء وعلى العكس تماما كانت الحضارة العلمية والثقافية في العالم الإسلامي في قمتها عندما كان الدين والقيم الإسلامية هي السائدة في الشرق فحمل المسلمون مشعل العلم والحضارة وظهر علماء مسلمون كثيرون لايزال تأثيرهم حتى الآن قائما في العالم كالخوازمي مؤسس علم الجبر وابن سينا الطبيب العبقري وابن حيان وابن خلدون وغيرهم كثير. وكان اليهود والمسيحيون في الأندلس يعتزون باءنتمائهم الى الثقافة الإسلامية الرفيعة التي كانت تسبق سائر أوروبا سبقا يقاس بالسنين الضوئية كما تصف ذلك كارين آرمسترونج نفسها(24) ولم لا و الكنيسة تعتبر أن شجرة المعرفة والتمييز بين الخير والشر سببا في خروج آدم وحواء من الجنة حسبما ذكر في سفر التكوين . و في المقابل نجد أن كل النصوص الإسلامية تدعو الى العلم وتحض عليه بشدة لأنه الوسيلة لمعرفة الله سبحانه وتعالى وكما يقول القران الكريم (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) سورة فاطر (28) و الأمر يتعلق بعلم الدين والدنيا فالجملة السابقة هي جزء من آيه كانت تتحدث عن التأمل في بديع خلق الله في انزال المطر وانبات الثمار واختلاف أشكال الناس وألوانهم..وهناك من هذه الأمثله الكثير الذي لا يمكن احصاؤه بسهولة ومن ذلك قوله تعالى (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) سورة العنكبوت (20) (فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ) سورة الطارق (5) (وفي انفسكم افلا تبصرون)سورة الذاريات (21) (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) سورة العمران (191) (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) سورة طه (114) بل ان اول آية نزلت في القرآن الكريم بدأت بكلمة (اقرأ) سورة العلق (1) و تمثلا بالنموذج الاوروبي نجد خلطا كبيرا يحدث في العالم الإسلامي من أدعياء التنوير والعلمانية بناء على ان الدين -أي دين- هو أساطير ضد الحضارة والتقدم ويطالبون بتنحيته من الحياة او حصره داخل المساجد على أساس أن العلمانية كانت الداعم الرئيسي لنهضة أوروبا..وهو طرح مردود عليه كما اسلفنا وقياس مع الفارق بكل تأكيد فالإسلام هو الإسلام وليس أي دين آخر بل إن تعصب بعضهم للعلمانية يذهب ببعضهم إلى الشطط ليقول أن الخلافة الإسلامية كانت علمانية!!..أو يحصرها في فترة الخلفاء الراشدين الأربعة فقط..ويغمض عينيه عن عمر بن عبد العزيز وهو من خلفاء بني أمية الذي كان من التقوي والزهد والإلتزام بشرع الله ماجعل المؤرخين يلقبونه بخامس الخلفاء الراشدين..ويتناسون هارون الرشيد الذي حكم الخلافة العباسية لربع قرن كانت فيه الخلافة الإسلامية من أواسط آسيا إلى المحيط الأطلنطي..وكان حريصا على الشرع يحج عاما ويغزو عاما..وكانت تجبى إليه الزكاة من هذه المساحة الشاسعة التي غطت تقريبا كل مساحة العالم القديم فكان يقول للسحابة أمطري حيث شئت فحيثما أمطرت سيأتيني خراجك..ويتناسى العلمانيون كذلك صلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح وقطز وكلهم بجانب النهضة العلمية والحضارية قربوا علماء الدين وإحترموا الشريعة الإسلامية وحرصوا على تطبيقها ونصرتها..ولكن العلمانيين يتناسون كل هذا ويركزون على نماذج شاذة أو حكايات خرافية لتشويه التاريخ الإسلامي ولكن هيهات فهل تحجب ضوء الشمس عن الدنيا بإغماض عينيك؟ youtube/watch?v=KKDSZuEHNE4 المهم أنه بناء على ما سبق قررت أوروبا أن تنحي الدين جانبا وتنطلق في مسيرتها الحضارية بعيدا عن مفهوم الإله ولكنها واقعيا إتخذت إلها جديدا أسمته العقل (ريزون) (7) أو ما أسماه فلاسفة اليونان قديما باللوجوس أي نمط التفكير العلمي والذرائعي وجعلت منه مرجعها وأساس أيديولوجيتها و لذلك كان عليها أن تدعم هذا التوجه الإلحادي من خلال العقل والعلم لضمان الانسجام وعدم التناقض في أيديولوجيتها..وبمعني آخر كان عليهم أن ينفوا وجود الخالق ويقدموا تفسيرات بديلة مدعمة بإثباتات علمية عن: - كيف نشأ الإنسان؟ - كيف نشأ الكون؟ - كيف نشأ الدين؟ في هذا الوقت تحديدا خرج تشالز دارون بكتابه ( أصل الأنواع) الذي كان بمثابة طوق النجاة للأيديولجية العلمانية الناشئة لأنه يجيب عند أكثر الأسئلة إلحاحا وهو: كيف نشأ الإنسان؟ ونستكمل القصة في مقال (الأسس العلمية للإلحاد) الدين في أوروبا كان مصدرا للتخلف والجهل وسلطة ظالمة لرجال الدين..فكانت العصور المظلمة..ولهذا قامت العلمانية في اوروبا ونهضت بها أوروبا وكان الدين عند المسلمين مصدرا للعلم وللحضارة والتقدم والرقي وإحترام العقل بعد ان كانوا امة هامشية جاهلة لاتكاد كتب التاريخ تذكرها..فمصدر العز عندنا هو الإسلام ببساطة لأنه الدين الحق من عند رب العالمين للمزيد أنظر مقال - نوت (نشأة العلمانية) References 1- WWW.en.wikipedia.org/wiki/French_Revolution. 2- Stephen Hawking, A Brief History of Time,Bantman Books, London, 1988, p.122 3- Harun Yahya, The Evolution Decit,Arastirma Pub.,Istanbul,2002 ,p.103 4- Karen Armstrong, a Short History of Myth, Arab Scientific Pub.Inc S.A.L,2008 (Trans. By Wajeeh Qanso) 5- Harun Yahya, Communism in Ambush, Global Pub, Istanbul, 2003, p19 6- Karen Armstrong, MUHAMMAD A Biography of the Prophet, Harper Collins Pub.,New York 1998 (Trans. By Dr.Fatma Nasr & Dr.Mohammad Anany, Sotor publications) 7- WWW.en.wikipedia.org/wiki/Roman_Catholic_Church # Enlightenment
Posted on: Sat, 06 Jul 2013 00:39:39 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015