هاهو الليل قد صبغ بلونه القاتم علي كل شي ، البيوت ، الشوارع والأشجار ،تلك الام البائسه التي ضاع تقاسيم وجهها بين تلك السنوات العجاف ،كانت تستلقي في فراشها في استسلام وقلق واضحين ..لم يكن بين ثنايا راسها ومضه تشير الي انها ستنؤ بهذا الكم من الهموم ، والتي مافتئت تتراكم حتي اصبحت كجبل يتكئ علي كتفيها المتعبين ... في حين كانت يداها الناعمتين تمسك بالمشط الخشبي .. وهو يخترق شعرها ..العاكس لأشعة الشمس الذهبيه وهي ترسم اطار وردي لحياتها البسيطه .... شعرها الذي كان موشحا بالسواد ،بدأ الشيب يغزوه ،مثلما ينقض النهار علي أطراف الليل المظلم ..الان اقتنعت ان الايام تسير دون ان تصغي لاحد .... الزمن لم يعد يعني لها شي .. دوران الحياة او بلوغ أطرافها ..وفي خضم تلك الايام والليالي كبر ابنها الوحيد ..وأضاف لها هما علي ماتحمله من هموم كالجبال أثقلت كاهلها .... فما يجري لها لم يمنحها فرصه للتأمل والفرح ..فجأة استفاقت من حلم مزعج كان يراودها ،. ، ولم ترد ان تروي حلمها المزعج لابنها الذي بدأ يلح عليها بالذهاب الي الطبيب ، بعد ان اقلقه اصفرار وجهها ، لكنها رفضت الذهاب الي الطبيب ، ولكي تقنعه طلبت منه ان يجلب لها بعض المسكنات من الصيدليه القريبة. لها ..وتبعد حوالي خمسه كيلوا مترات ... فأسرع في المشي ..فليس لديه مال زائد عن الحاجة ليستأجر به سيارة ..وفي العوده هم مسرعا بالطريق ، واذا بإحدي سيارات الإسعاف المسرعه ..تصدمه .. بعض الماره حملوه بعدما أصيب بكسور في الجمجمه وجروح عميقه ، وفي الطريق توفاه الله ...تقاذفت الام بعض نوبات القلق من تأخر ابنها ..فجأة جاءها من يخبرها بوفاة ابنها ..ثم صدرت بعض التنهيدات منها دون ان تدري ...وقالت لله مااعطي وما أخذ انا لله وانا اليه راجعون ...تلك هي الام التي هي كالجبل الصامد ترضي بما يأتيها من أقدار ... (( حفظ الله أمهاتنا جميعاً وغفر للموتي منهن))
Posted on: Sat, 17 Aug 2013 15:06:20 +0000
Trending Topics
Recently Viewed Topics
© 2015