يبدو أنني بحاجة لتوضيح كلامي في ما يتعلق بتورط السلفية الجهادية في أحداث العنف الأخيرة: نحن بصدد 3 مواقف مختلفة: 1- بعض السلفيين الجهاديين وأنصارهم والمدافعين عنهم يتخذون موقفا ثلاثي الأبعاد التالي: - الداخلية لا يمكن الثقة فيها. -العنف الحاصل عملية استخباراتية بحتة. - لا دخل للسلفية الجهادية إطلاقا في ما يحدث. 2- أعداء السلفية الجهادية وأنصارهم يقفون موقفا ثلاثي الأبعاد، ولكنه غير مستقر: - الداخلية على حق في كل ما تقول. - العنف الحاصل هو من صنع السلفية الجهادية فقط. - لا وجود لتورط اي طرف سياسي أو مخابراتي آخر داخليا ان أو خارجيا. 3- أما الموقف الذي أميل إليه فهو يدعو إلى التنسيب في الابعاد الثلاثة: - كثير مما تقوله الداخلية اليوم صحيح.. ونسبة صحة ما تقوله اليوم أعلى من نسبة صحة كلامها في سنة 2011 و2012، ولا يعني هذا أن كلامها اليوم كله صحيح، بل قد تشوبه بعض الأخطاء.. وليس هناك مؤشر على نزاهة كامل المؤسسة الأمنية.. ولكن في المقابل لا يمكن التشكيك في نزاهتها بالكامل. - السلفية الجهادية ليست خيرا مطلقا وليست شرا مطلقا، والجهاديون في تونس ليسوا خيرا مطلقا وليساو شرا مطلقا، وهم ايضا ليسوا موحدين، بل أغلب الظن أن بعضهم بدأ فعلا في مارسة العنف في حين أن البعض الآخر غير متورط فيه بل وربما يرى بأن تونس ليست ارض جهاد.. وما يحصل اليوم هو أحد نقاط الخلاف بينهم.. - مثلما لا يمكن تبرئة اللسلفية الجهادية في تونس بالكامل، لا يمكن اتهامها أيضا بالكامل.. وخطأ تبرئتها لا يقل خطروة عن خطأ اتهامها.. تبرئتهم بالكامل سذاجة وإفراط في إحسان الظن بشباب يؤمنون بالعنف المسلح.. واتهامهم بالكامل أيضا فيه ظلم.. - لم تظهر لحد الآن بشكل رسمي أي تورطات لجهات استخباراتية خارجية أو داخلية.. ولكن من السذاجة الجزم بعدم وجودها.. مثلما أن من السذاجة أيضا إلقاء المسئولية بالكامل على هذه الجهات.. وأغلب الظن أن هناك مزيا بين تقاطع المصالح وبين التواطؤ والتنسيق لا يمكن تقدير درجة أي منهما..
Posted on: Thu, 24 Oct 2013 15:21:19 +0000
Trending Topics
Recently Viewed Topics
© 2015