اليوم و أنا أتحدث مع صديقٍ لي ، عبّر - TopicsExpress



          

اليوم و أنا أتحدث مع صديقٍ لي ، عبّر لي عن حاجته عن حبيبةٍ تكون كلّ حياتها ، و بالتعبير الحرفي الذي قاله ( أريد أن لا يفرقنا إلا الموت ) و كان جوابي بأن الموت يفرّق الأجساد فقط و بأن الأرواح متلاقيةٌ دوماً ... جوابي هذا جعلني أُعيد النظر بالموت و الذي يُعتقد أنه الفراق النهائي ،و تذّكرت كم من الأموات أحادث ! و كم منهم يُقدم لي النصح ! تذكرت جدتي الوحيدة التي عرفتها و كيف أننا تقابلنا مراتٍ عديدة بعد وفاتها ، و كيف أني قد حضرتُ حفلاتٍ مباشرةٍ لأم كلثوم يوم الخميس و ربما كلّ خميس. تلك العبارة أعادت لي بريق الفراشات البيضاء التي تحلّق في دمشق بعد كلِّ انفجار ، تدور متسائلةً ، لا لا بل هي الآن تملك الإجابات المطلقة و نحن الجهلة فقط . كيف أصدّق أن الموت يبعد الأرواح و أن أعرف أمهاتٍ إلى اليوم تُحادث أبناءها المتوفين ، تدخل غرفته و تغلق الباب لتطمئن عن أحواله ،و كيف أن فاقد أبويه لا يتردد بطلب مشورتهم فلا يفصل بينهما غير غشاوةٍ على عيون بعضنا ، تجعلنا ننسى أن أرواحنا هي الأهم . حتى على صفحات الفيسبوك بعد وفاة شخصٍ ما ، تزيد الرسائل المرسلة له و كأنها تعبير خفي عن إيمانٍ عميق بأن الروح ما تزال معنا تتابع حياتنا و حتى أنها ربما تتابع صفحة الفيسبوك . و ما يؤكد كلامي أنه من السنة الشريفة أن نسّلم على أهل المقبرة في حال مرورنا بها ، فلو أنها لم تكون تضجُّ بالحياة لما ألقينا السلام ، و ربما لو أصغنا السمع قليلاً لسمعنا الرد . الموت الموت تلك الفكرة البغيضة التي تسللت لعالمنا ، لبلادنا ، لأفكارنا ... كلّما أحرقناها بُعثت من جديد و بقوةٍ أكثر ، تلك الكلمة التي ظلمت معنا كثيراً لأنها لم تُعطى المجال لتعبر عن نفسها ... فَكم من مسافرٍ لم يعد و كم من مريضٍ لم يبقَ منه سوى صدرٍ تلعب الأنفاس في داخله ... هؤلاء هم أمواتٍ بالنسبة لنا ، لكن بفارقٍ بسيط أننا هنا لا نملك أن ننتظر عودَتهم ، و الواضح أننا لا نستطيع أن نحيا بدون انتظار .
Posted on: Mon, 22 Jul 2013 19:53:26 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015